ماهي استراتيجية المحيط الأزرق ؟


في كتاب رائع يحمل نفس الاسم نشر عام 2004، للمؤلفان دبليو تشان كيم ورينيه موبورن الأستاذان في مدرسة INSEAD للأعمال لخصا نظريتهما كالآتي: "إن استراتيجية المحيط الأزرق هي السعي لتحقيق ميزتان هامتان هما التمايز والتكلفة المنخفضة لإنشاء مساحة تسويقية جديدة وإنشاء طلب جديد؛ وهذه الاستراتيجية تختلف عن ما كان معظم منظري التسويق يرددونه أن التميز هو ضد التكلفة المنخفضة ولا يمكن جمعهما معا. استراتيجية المحيط الأزرق تسعى لإنشاء سوق بكر غير متنازع عليه، مما يعزل المنافسة بالكامل عن الواقع الجديد.


لماذا سميت النظرية المحيط الأزرق؟

رمزية المحيطات الحمراء والزرقاء تمثل عالم السوق الحالي وما يمكن أن يكون عليه في المستقبل؛ حيث تمثل المحيطات الحمراء جميع الصناعات الموجودة اليوم وهي مساحات السوق المعروفة. في المحيطات الحمراء، يتم تعريف حدود الصناعة والعرض والطلب، والقواعد التنافسية للعبة معروفة. تحاول الشركات التفوق على منافسيها للحصول على حصة أكبر من الطلب على المنتج أو الخدمة. مع ازدحام مساحة السوق، تقل فرص الأرباح والنمو وتزداد شراسة المنافسة التي تسبب النزيف لجميع المنافسين وتحول المحيط إلى مناخ دموي، ومن هنا جاء مصطلح "المحيطات الحمراء".

في المقابل، تشير المحيطات الزرقاء إلى الصناعات التي لا وجود لها اليوم؛ وهي مساحة السوق غير المعروفة، والتي لم تلوثها المنافسة. في المحيطات الزرقاء، يتم إنشاء الطلب بدلاً من التنازع عليه، وهناك فرص كبيرة وكثيرة للنمو المربح والسريع. في المحيطات الزرقاء، المنافسة لا تتحكم في المنتج لأن قواعد اللعبة لا تزال تتشكل. يمثل المحيط الأزرق تجسيدا يصف الإمكانات الأوسع والأعمق وغير المكتشفة لمساحة السوق.


إن نجاح Netflix و Tinder و Wikipedia و Airbnb و Uber كلها أمثلة على قوة وفاعلية استراتيجية المحيط الأزرق، وإذا تأملنا في الشركات الناشئة التي تطور حاليا أكبر 10 اختراعات، سنجد أنها تطمح لإنشاء محيطها الأزرق بعيدا عن كل المحيطات الحمراء النازفة والمستنزفة. ويمكنهم القيام بذلك من خلال التركيز على حلول ذات قيمة مضاعفة للمستخدمين النهائيين وتخفيض التكلفة سواء كانت مالية أو بيئية أو شيء ما مختلف كليا.


تأمل مثلا في الاختراع برغر خالٍ من البقر، وفقًا لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا: "اعتمادًا على الحيوان، يتطلب إنتاج رطل من بروتين اللحوم بالأساليب الصناعية الغربية من 4 إلى 25 ضعفا من المياه، و من 6 إلى 17 ضعفا من مساحة الأرض، ومن 6 إلى 20 ضعفا من الوقود الأحفوري مقارنة بإنتاج رطل من البروتين النباتي".

ما هي فرصة تقليل استهلاك المياه ومساحات الأرض والوقود الأحفوري بنسبة 2500% باستخدام نفس القواعد الحالية؟ الإجابة هي: مستحيل؛ انس الأمر.