تضمن البحث تنفيذ تجربة مخبرية وتجربة حقلية بموسمين متتاليين، حيث تم تنفيذ التجربة المخبرية عن طريق استخدام أعمدة من PVC، حيث تم اختبار تأثير الماء الممغنط على عدة أنواع من الترب متباينة بالملوحة والمنتشرة في منطقة الدراسة شرق حلب (كصكيص – مشرفة الزكية – رسم الحميس). تم تطبيق تقنية مغنطة المياه عن طريق استخدام جهاز خاص تم تصنيعه في قسم علوم التربة واستصلاح الأراضي في كلية الهندسة الزراعية بجامعة حلب. حيث تم تصنيع الجهاز للعمل المخبري والحقلي ضمن مجال مغناطيسي بلغت شدته (2000) Gauss. كما تم إحضار النوع الأول من المياه من بئر في قرية رسم الحميس (2.1) dS.m-1 التابعة لمنطقة مسكنة غرب، كما تم جلب العينة الثانية من بئر في قرية مشرفة الزكية (3.4) dS.m-1 التابعة لمنطقة مسكنة غرب الواقعة في شرق حلب، أما العينة الثالثة من المياه المستخدمة في هذه الدراسة كانت ممثلة لمياه قناة نهر الفرات (0.70) .dS.m-1 أدى استخدام الماء الممغنط إلى حدوث انخفاض في قيم pH لأنواع المياه الثلاثة، كما لوحظ انخفاض طفيف في قيم التوصيل الكهربائي لمياه الري باستخدام الماء الممغنط، ولوحظ انخفاض في قيم الوزن النوعي لمياه الري بعد مغنطتها في الأنواع الثلاثة للمياه المستخدمة. ساهمت المغنطة مع معامل الغسيل المطبق بالتجربة (15%) بخفض قيم التوصيل الكهربائي للترب الثلاث، حيث لوحظ أن تأثير تقنية المغنطة كانت ذات طابع معنوي على تربة رسم الحميس حيث كانت تصنف قبل التجربة كترب عالية الملوحة وبتأثير تقنية المغنطة تحولت في نهاية التجربة إلى ترب قليلة الملوحة. أكدت النتائج المتحصل عليها من تربة رسم الحميس إلى أن مياه الري مع معامل الغسيل سواء كانت ممغنطة أو غير الممغنطة قد ساهمت بشكل فعال بغسل الأملاح من الطبقة السطحية للتربة مقارنة مع قيمة ملوحة التربة قبل التجربة والتي بلغت نحو (4.1) dS.m-1 ، حيث إن مياه الفرات الممغنطة ساهمت بغسل الأملاح من الطبقة السطحية للتربة بمقدار 10% زيادة بمقارنتها بنفس المعاملة المروية بماء غير ممغنط، وكذلك عند استخدام مياه أبار رسم الحميس ومشرفة الزكية الممغنطة حيث ساهم الماء الممغنط بغسل الأملاح بنسب 19% و9.8% زيادة عن مثيلاتها من المعاملات المروية بماء عادي وذلك للطبقة السطحية للتربة وكان الانخفاض ذو طابع معنوي. كما أشارت النتائج في أعمدة التربة إلى تحقيق انخفاض معنوي بقيم SAR والـ ESP للترب الثلاث وبالتالي كان للمغنطة دور هام في غسيل كاتيون الصوديوم من التربة. فيما يخص الراشح المستقبل من أعمدة التربة فقد لوحظ ارتفاع قيم التوصيل الكهربائي ومعدل الصوديوم المدمص في راشح المعاملات التي رويت بماء ممغنط مقارنة براشح المعاملات التي رويت بماء عادي دون مغنطة وذلك للترب الثلاث، وهذا أكد على دور تقنية المغنطة في غسيل الأملاح من محلول التربة وخاصةً كاتيون الصوديوم وهذا قد انعكس ايجابياً على خصائص التربة الفيزيائية، حيث ساهمت تقنية المغنطة بتحسين قيم مسامية التربة وكان التحسن معنوياً في تربتي رسم الحميس وكصكيص وغير معنوي في تربة مشرفة الزكية. بالإنتقال إلى التجربة الحقلية فقد تم تصميم التجربة الحقلية باستخدام تصميم القطاعات العشوائية الكاملة بـ (3) مكررات، بحيث يتضمن العامل الأول تقنيات الري: الماء الممغنط (M) والماء غير الممغنط (NM)، أما العامل الثاني فهو إضافة الأسمدة العضوية إلى التربة والتي تضمنت ثلاث معاملات: السماد البلدي (O) وهيومات البوتاسيوم (H) بالإضافة إلى معاملة الشاهد (C). بلغت مساحة القطعة التجريبية 16 m2، وبلغ عدد النباتات ضمن القطعة التجريبية 120 نبات، تمت زراعة محصول الذرة الصفراء في 29/6/2021 للموسم الأول وفي 9/7/2022 للموسم الثاني. أشارت النتائج إلى دور تقنية المغنطة في خفض قيم التوصيل الكهربائي للمعاملات المدروسة مقارنةً بمعاملة الشاهد في الطبقتين السطحية وتحت السطحية وبمتوسط قيمته 10.28%. كما أكدت النتائج على أن المغنطة تلعب دوراً مهماً في غسيل أيون Na+، وهذا ما انعكس بشكل واضح على قيمة SAR للتربة، حيث بلغت قيمة SAR عند الري بالماء العادي حوالي 3.16، في حين انخفضت إلى 2.79 عند الري بالماء الممغنط، وكان هذا الانخفاض ذو طابع معنوي وهذا بدوره أثر على خفض قيم ESP للتربة. أشارت النتائج إلى أن المغنطة أثرت بشكل واضح على كاتيونات التربة وخصوصاً الـ Na+، كما أثرت بشكل مباشر على أيون SO4-2، حيث انخفض تركيز الـ SO4-2 بنسبة 14.4% عند الري بماء ممغنط مقارنةً مع الشاهد. وأكدت النتائج دور تقنية المغنطة في تحسين قيم المسامية. أشارت المعطيات إلى الدور الهام للسماد البلدي، وهيومات البوتاسيوم في خفض قيم التوصيل الكهربائي، كما تفوقت احصائياً معاملة السماد البلدي على هيومات البوتاسيوم، سواء أكان الري بالماء الممغنط أو بالماء العادي. كما ساهمت المركبات العضوية مع الماء الممغنط بتحسين صفات التربة الفيزيائية والذي انعكس إيجاباً على قيم مؤشر تدهور خصائص التربة الفيزيائية مقارنةً مع معاملات الشاهد. وهذا التحسن بخصائص التربة الفيزيائية والكيميائية أثر ايجاباً على تيسر العناصر المغذية الصغرى في التربة، والذي بدوره ساهم في تحسن قيم الإنتاجية لمحصول الذرة الصفراء والتي بلغت أعلى قيمة لها عند الري بالماء الممغنط نحو 7.43 طن/ه، كما أن هيومات البوتاسيوم مع الري بماء ممغنط رفعت قيمة الإنتاجية إلى 8.49 طن/ه، في حين تفوقت معاملة السماد البلدي مع الري بماء ممغنط على باقي المعاملات حيث بلغت الإنتاجية نحو 9.1 طن/ه وهذا في الموسم الأول للتجربة، كما تحسنت قيم الإنتاجية بشكل طفيف في الموسم الثاني مقارنةً مع الموسم الأول.