تعتبر المديونية أحد أهم المشاكل التي تواجه الدول العربية، نظراً لأبعادها السلبية على عملية التنمية الاقتصادية في هذه الدول وتهديدها لاستقرار نظامها المالي، وعلى الرغم من الجهود المتواصلة من جانب هذه الدول لمواجهة أعباء خدمة ديونها والتغلب عليها إلا أن هذه الأعباء فاقت قدرة هذه الدول على تحملها، مما دفع هذه الدول إلى الاقتراض، مما شكل عبئاً كبيراً على الدول العربية المقترضة في تسديد الأقساط المتفق عليها من الجهة الدائنة والفوائد المترتبة على هذه القروض، وبطبيعة الحال فإن هذه الأعباء التي يتم تسديدها تكون على حساب الخدمات الأساسية المقدمة من قبل هذه الدول لمواطنيها مما يترك آثار سلبية على الأوضاع الاجتماعية والسياسية بالإضافة إلى أنها تضيق الخناق على معدلات النمو الاقتصادي، ويهدف هذا البحث إلى تسليط الضوء على العوامل التي لعبت دوراً هاماً في تفاقم أزمة المديونية الخارجية للدول العربية، وتحديد السبل التي يمكن أن تخفف من وطأة المديونية الخارجية على الصعيد المحلي والعربي والدولي.