شعريَّة نصٍّ هي ما يمنحه صفة الأدبيَّة, و شعريَّة مكوِّنٍ بنائيٍّ هي ما يمنحه سمة القيادة بين المكوِّنات الأخرى, و لذلك يهتمُّ الدَّارسون -عند محاولة تحديد سمة الشِّعريَّة- بالبحث عن التِّقنيَّة الَّتي يعني حضورُها الفعَّالُ, و علاقاتها بنظيرتها من المكوِّنات الأخرى, اتِّسامَ النَّصِّ المدروس بصفة الشِّعريَّة, فكلَّ أداةٍ تعبيريَّةٍ تمتلك أهميَّةً في توجيه دلالة النَّصِّ هي أداةٌ شعريَّةٌ, و هذا هو المنطلق الَّذي يتَّكئ عليه البحث لإظهار أهمِّيَّة التَّضادِّ معتمداً على جملةٍ من التَّنظيرات الَّتي ينتمي بعضها إلى مجال الألسنيَّة, لكنَّه يمتلك أصولاً في الفكر اللُّغويِّ و البلاغيِّ العربيِّ, و هي تعين الباحث على تحصيل نتائجَ بلاغيَّةٍ من دراسة النُّصوص, أمَّا في القسم التَّطبيقيِّ, فسيلجأ البحث إلى تطبيق المنطلقات النَّظريَّة على نصٍّ من نصوص المتنبِّي, و هي نصوص ثريَّةٌ بالتَّضادِّ, و لاسيَّما ثراؤها على مستوى النَّصِّ كاملاً؛ إذ استخدمه المتنبِّي لنسج شبكةٍ من العلاقات بين الدَّوالِّ, يكون التَّضادُّ الرَّابط الأوَّل بينها, و المُتَحَكِّم الأوَّل في توجُّهها, مُخرجاً النَّصَّ بناءً شعريَّاً متماسكاً .