تزايد الاهتمام المعاصر بالعناوين؛ فقد عدّها بعض الباحثين نصوصاً مصغّرة تسهم في تشكيل وجهة نظر ابتدائيّة، تحفّز القارئ، و توجّهه نحو معنى ما يريده المؤلّفون، و عدّها آخرون مجرّد فرضيّة للقراءة لا حكماً مسبقاً عليها؛ فقد توجّه القارئ باتجاه المعنى مباشرة، و قد تعمل على خداعه و تضليله أيضاً، ما يحقّق- بنظرهم- شعريّة أكبر و أغنى للنصوص الإبداعيّة. و في كلتا الحالتين يظلّ العنوان الحلقة النصيّة الأولى التي يلتقي بها وعي القارئ مع النصّ بغضّ النظر عن نوع العناوين: واقعيّة، مواربة، رمزيّة و سواها. و قد وقع اختياري على هذا البحث نظراً لما أظهرته نصوص غسان ونوس القصصيّة من تنوّع ينمّ عن وعي الكاتب بأهميّة العناوين، و الدور الذي يمكن أن تؤدّيه في خدمة المعنى النصي، و هو ما يحاول هذا البحث مقاربته، و تسليط الضوء عليه.