يقوم هذا البحث على دراسة مفهوم اللهجات عند القدماء و المُحَدثين , فموضوع اللهجات في النحو العربي موضوعٌ أصابه الخلط و الاضطراب عند التقعيد للغة العربيَّة , و ذلك عندما قاموا باستخدام مصطلح ( اللهجة ) و (اللغة) في تعبيرهم عن الاختلافات اللهجية بين القبائل , و هذا ما أشارت إليه دراسات المُحدَثين , أضف إلى ذلك أنَّه لم تكن لديهم مصنفاتٌ مستقلةٌ , تختصُّ بدراسة كلِّ لهجة على حدة , فحددوا القبائل الفصيحة التي يمكن الأخذ بلغتها , و تركوا القبائل الأخرى بحُجَّة خروجها عن المستوى اللغوي الفصيح , لذلك سيكون اعتمادي في هذا البحث مركَّزاً على مسألتين: الأولى : منهجُ القدماء في تعاملهم مع اللهجات معتمداً في ذلك على ما ورد في كتاب الخصائص لابن جني, و كتاب سيبويه , و كتاب الصاحبي في فقه اللغة لابن فارس , و كتاب المقتضب للمبرد و غيرها من الكتب التي تناولت هذا الموضوع , و الثانية : موقفُ المُحدَثين و أبرزُ انتقاداتهم لمنهج القدماء .