يشمل الفضاء الطباعي "النَّصي" طريقة تصميم الغلاف, و وضع المطالع و الخواتيم, و تنظيم الفصول, و تشكيل العنوانات... و غيرها. و هو يفتح أفقاً تأويلياً للبحوث الأدبية, كهذا البحث الذي يحاول إظهار أهميَّة الأثر الكتابي من نوع الخط, و الألوان, و النسق التتابعي, و البياض, و السواد, و تصميم الصفحة, في إذكاء خيال المتلقي. و يؤكد البحث أن عملية اختيار العنوان هي أعقل مرحلة يمر بها صاحب النَّص, و لقد احتلَّ مكانة خاصة في ساحات الإبداع الأدبي, مما جعل الحاجة ملحَّة لوضع علم خاص به, و مستقل, هو "علم العنونة". و يأتي هذا البحث بوصفه محاولة في قراءة كتاب "سيَّاف الزهور" لمحمد الماغوط باستخدام كل تلك الأدوات الإجرائية, مع محاولة التقيد بحدود ما تسمح به اللياقة الأدبيَّة, و المعرفة السليمة المبنيَّة على ما يقوله النَّص, فلا يجبره على ما ليس فيه.