تعتبر مهنة تدقيق الحسابات من المهن الهامة في المجتمع لما تقدمه من خدمات مختلفة تستفيد منها أطراف عديدة فيه، و ذلك من خلال الرأي الفني المهني المحايد المتمثل بتقرير المدقق الخارجي عن القوائم المالية التي قام بتدقيقها. و لذلك فهو مسؤول أمام تلك الأطراف قانونياً و مهنياً و أدبياً، و عليه العمل وفق معايير العمل المهني و قواعد و آداب السلوك المهني. و في سورية يعمل المدقق في البيئة التي نظمت فيها مهنة المحاسبة و التدقيق وفق قانون مجلس المحاسبة و التدقيق رقم /33/ الصادر عام 2009. يهدف البحث إلى بيان مدى استخدام مدققي الحسابات في سورية لمعيار التدقيق الدولي رقم /570/ المتعلق باستمرارية المنشأة في عملها، و التعرف على وجود شك جوهري في قدرتها على الاستمرار, و مدى ملاءمة مؤشرات الشك التي يستدل بها المدققون على قدرة المنشأة على الاستمرار مع المؤشرات المحددة في المعيار المذكور. كما و يهدف الى التعرف على إجراءات التدقيق الإضافية التي يتبعها المدققون في حال وجود أحداث أو ظروف قد تؤثر على استمرارية المنشأة, و مدى ملاءمة هذه الإجراءات مع الإجراءات المحددة في المعيار المذكور. توصل البحث إلى أن من أهم المؤشرات التي تساعد مدققي الحسابات محل الدراسة في تقييم الاستمرارية عند وجود شك جوهري في قدرة المنشأة محل التدقيق على الاستمرار: وجود خسائر مالية متكررة، زيادة المطلوبات المتداولة على الموجودات المتداولة، تأخر توزيع الأرباح لعدد من السنوات. و أن من أهم إجراءات التدقيق الإضافية التي يقوم بها المدققون عندئذ تحليل و مناقشة التدفقات النقدية و الأرباح مع الإدارة.