لم يعرف العرب قبل قيام دولة الإسلام التنظيم و الإدارة بمفهومها الصحيح، حيث أنّ مجيء الرسول (صلى الله عليه و سلم) بالدين الجديد يعد اللبنة الأولى للنظام الإداري في الدولة العربية لكن هذا النظام كان بسيطاً و بدائياً و متناسب مع الدولة العربية الحديثة الولادة، ثم أخذ بالتطور زمن الخلفاء الراشدين بحسب مقتضيات المصلحة العامة للدولة، حتى بلغ أوج تطوره، و ذروة ازدهاره في العصر الأموي، فعند انتقال السلطة للأمويين طوروا في هذا النظام بعد أن احتكوا بالشعوب المتحضرة، و تأثروا بالنظم السياسية و الإدارية التي كانت سائدة عند الروم و الفرس .