تنتشر زراعة الشعير في سورية في المناطق البعلية التي تقل أمطارها عن 300 ملـم/سـنة و هـي مناطق محدودة الماء المتاح من جهة و سيئة توزيع الهطول المطري السنوي خلال الموسم الواحد و مـا بين المواسم. أضف إلى ذلك تعرضها للإجهادات اللاإحيائية (stresses Abiotic) مـن جفـاف و بـرودة و حرارة و تملح و الإجهادات الإحيائية (stresses Biotic) من أمراض و حشرات و كذلك ضـعف خـصوبة التربة و استخدام الأساليب التقليدية في الزراعة. تحد هذه العوامل منفردة أو مجتمعة من القدرة الإنتاجية لهذا المحصول و تؤدي دوراً مهماً في عدم نجاح الأصناف المحسنة في مثل هذه البيئـات إذ تعـد ثباتيـة الغلة و استقرارها عبر السنوات أكثر أهمية من زيادة الإنتاج، مما يعرض مزارعي الشعير إلـى خـسائر مالية و اقتصادية فادحة و يؤثر سلباً في تربية الأغنام. اقترح الباحثون تطوير عدة اسـتراتيجيات للتغلـب على هذه المشكلة و تحقيق مستوى مقبول من ثباتية الغلة و استقرارها منها البحث عن خلائط و عـشائر نباتية بديلة مناسبة لهذه المناطق مكونة من سلالات نقية أو من سلالات محلية أو مـن طـرز وراثيـة مناسبة منتشرة في المنطقة و الاستفادة من تباينها الوراثي و قدرتها على التأقلم مع الظـروف المناخيـة و البيئية التي نشأت فيها لزيادة الغلة و استقرارها و التقليل من الآثار السلبية الناجمة عن التفاعل ما بـين الطرز الوراثية (Genotype) و البيئة (Environment) للوصول إلى غلة متوازنة و مستقرة من الـشعير على المدى الطويل ضمن ظروف الإجهاد المختلفة و العمل على رفع قيمة معامل استساغة الحيوان لها. و عليه فقد هدف هذا البحث إلى دراسة العلاقة بين التركيب الوراثي و الوسط البيئي و تقييم و مقارنـة أداء عدد من العشائر النباتية و الخلائط مع أداء سلالات محلية نقية من الشعير ضمن ظـروف الزراعـة البعلية (منطقة استقرار ثانية) في محطة تل حديا جنوب مدينة حلب، و أثر ذلـك فـي اسـتقرار الإنتـاج و ثباتيته عبر المواسم الزراعية المتتالية.