إن الحديث عن تجديد الفهم للنص الإسلامي، لايعني استحداث قيم جديدة، لا أصول لها، أو لا تنسجم و الأصول العقائدية و التشريعية للإسلام، و إنما يعني تنقية أفهام الناس تجاه الدين من الأمور السلبية، بحيث نفهم قيم الدين و مبادئه كما فهمه المسلمون الأوائل في صدر الإسلام، فهو تجديد في فهم الناس لا في الدين نفسه، بما يشكله من قواعد و قيم كبرى ثابتة. و نظرًا لإننا نعيش في عصر تحكمه حضارة مبرمجة، و تسعى بتخطيط دقيق و مدروس، فلابد من أولويات لتجديد الفهم تتمثل بعملية التأصيل المنهجي، لأنها تمثل الإطار المرجعي الذي يستمد منه المجتهد المفكر توجهاته النظرية في التفسير و الوصف و المواقف المترتبة على ذلك. فضلا عن ذلك فإن قراءة الواقع، و فقهه بشكل متكامل، تؤكد لنا أن التجديد لابد أن ينال الواقع برمته و من هذا المنطلق جاءت الدراسة لتبين أن الإسلام يؤكد ضرورة تجديد الفهم وفقه الواقع، من خلال الإلمام بمنطلقات النص الإسلامي و منهجية تجديد فهمه من خلال أمور عدة تناولها البحث...