قامت ثورة الحداثة في الفنون التشكيلية بالعقلانية لبناء الشكل الفني الجديد، و بالحسية الانفعالية كأسلوب في الأداء الفني لتثبيت الصورة التشكيلية عيانياً في واقع الإنسان الفيزيقي، فكانت لوحة التصوير بياناً مادياً ملموساً لعقلانيات و أفكار ذهنية مجردة. و العقل هو الذي يحرك الحواس الناقلة، و يحلل المعلومات الواردة عبرها، و يفسر معطياتها، و يستقرؤها، ثم بالمقارنة ينتج تعليمات جديدة تتضمن تغيير بنية الشكل الفني الواقعي و تحويله بواسطة الحواس من شكل محاكٍ لصورة طبيعية واقعية إلى شكل جديد يستمد روابطه الجديدة من البنية العقلية للفنان التشكيلي وفاقاً لرؤيته الجمالية التي قدمها في مرحلة الحداثة.