في هذه المقالة، سنقوم بتحليل أهمية المسجد و دوره بوصفه عاملاً مؤثراً في تشكيل المدن الإسلامية و تطورها و تنميتها، من الأحياء السكنية حتى المدينة كلها، و دليلاً على ربط بنية المسجد بهيكلية المدينة و الأحياء السكنية فيها، مع وجود الأبعاد المعنوية و المادية لذلك. و في هذا الصدد، نظرة شاملة إلى المساجد في هيكلية المدن و الأحياء، و التصميم الحضاري و المعماري للمدن و الأحياء، لا ينظر إليه بوصفه عنصراً واحداً للعمارة، بل ينظر إلى دور المعتقدات الدينية و التاريخية للمساجد و التغييرات التي تحول المجتمع التقليدي إلى المجتمع الحديث، و ينظر أيضاً الطرائق الجديدة و الحضارية، في التنمية العمرانية للمنطقة بأسرها، لأن المسجد هو دائماً جزء لا يتجزأ من المدن الإسلامية، بل أكثر من ذلك، المسجد هو من العناصر المكونة لها، و الرائد في عملية التغيير و التنمية الحضارية.