إن هدف تحقيق الربح و تعظيمه هو أول ما تهتم فيه المصارف التجارية, و لكي يحقق المصرف التجاري هذه الغاية يتوجب عليه جذب و تجميع المدخرات الوطنية على شكل ودائع مصرفية, و من ثم إعادة ضخها في الاقتصاد الوطني عبر منح التسهيلات الائتمانية و القروض الهادفة إلى تمويل الاستثمار, أو قد يقوم المصرف بالاستثمار المباشر لهذه الأموال بما يحقق له الأرباح, و إن السياسة التي يتبعها المصرف التجاري في هذا الشأن تتوقف على هيكلية الودائع و حجمها و آجالها. يتناول هذا البحث دراسة و تحليل أثر تطور الودائع في المصرف التجاري السوري على حجم الأرباح الصافية التي حققها خلال الفترة الزمنية الممتدة من عام 2000)) إلى عام ((2013, و أثر الأزمة السورية على حجم تلك الأرباح الصافية الناتجة عن تطور حجم الودائع المصرفية لدى المصرف, و ذلك من خلال دراسة مسار تطورها كسلاسل زمنية بالاستعانة بما تقدمه لنا نظرية الإحصاء, حيث تم دراسة الارتباط بين أرباح المصرف التجاري السوري و بين حجم الودائع المصرفية لديه, و بناءً على ذلك تم قياس شدة و اتجاه هذه العلاقة الارتباطية بين تلك المتغيرات وصولاً إلى بناء نموذج إحصائي موضوعي يعكس طبيعة و اتجاه العلاقة الارتباطية بين ودائع المصرف التجاري السوري من جهة, و بين حجم الأرباح الصافية للمصرف من جهة أخرى.