تعد عملية استصلاح الأراضي إحدى أهم أساليب التوسع الأفقي و العمودي في القطاع الزراعي، التي تعمل على زيادة فعالية الاستثمارات من جهة، و تسريع وتيرة نمو الإنتاج من جهة أخرى. و تشمل عمليات استصلاح الأراضي مجموعة كبيرة من الإجراءات الهامة التي تؤثر بشكل مباشر على استخدام الأراضي الزراعية، و في مقدمتها بناء السدود و إقامة أنظمة و شبكات ري و صرف حديثة، و غسيل الأراضي المتملحه، و حماية التربة من الانجراف و الحت، و وقف زحف الصحراء، و تسوية أراضي المنحدرات، و تنقيتها من الحجارة، و بناء المدرجات في المنحدرات، و حفر الآبار الارتوازية، و تحسين المراعي و زراعة الأحزمة الخضراء و ما إلى ذلك. لقد تم اعتماد إستراتيجية زراعية متعددة الأهداف في سورية تشمل في المقام الأول زيادة المساحات المستصلحة، و كذلك تأمين مياه الري من خلال بناء العديد من السدود لتبلغ المساحة المروية في سورية نحو)1399) ألف هكتار عام 2011، أي ما نسبته 24.5% من الأراضي المزروعة، هذا إلى جانب إدخال تقنيات الري الحديث (التنقيط و الرذاذ)، لتصل نسبة المساحة المروية في عام 2011 وفق هذا الأسلوب إلى نحو 22.4% من إجمالي المساحة المروية في سورية. و قد انعكست تلك الإجراءات إيجاباً على إنتاجية المحاصيل و الخضار و الأشجار المثمرة. حيث بلغت في المحاصيل الشتوية المروية ما يعادل من 5 - 10 أضعاف المحاصيل الشتوية المزروعة بعلاً، و في المحاصيل الصيفية المروية نحو (4) أضعاف المحاصيل الصيفية البعلية.