هدفت هذه الدراسة إلى البحث في حقيقة تقسيم العالم إلى شمال و جنوب، و ذلك باستقصاء الدلالة الجغرافية بالخصائص الطبيعية التي توجد لها شواهد في البيئة تأصلت على أن تكون ذات أبعاد شمالية جنوبية على سطح الأرض، و هي في الوقت نفسه لها علاقة وثيقة بالحقائق الفلكية و إسقاطاتها المناخية التي تبنى عليها العديد من الاعتبارات الجغرافية للوحدات السياسية بصفة عامة، كما استقصت كذلك الواقع الجغرافي البشري الذي قد تجاري خصائصه الظروف الجغرافية الطبيعية و تتأقلم معها مثل واقع النشاطات الاقتصادية و الميزات الديموغرافية و الميزات الاجتماعية، و رغم أن تصنيف العالم شمالاً و جنوباً تم من قبل القوى الاستعمارية لأهداف استراتيجية تنبني عليها أغراض أخرى إلا أن الدراسة وجدت في حقيقة الأمر بعض الظواهر الطبيعية و البشرية التي جبلت على كونها ذات أبعاد شمالية جنوبية إما من حيث طبيعتها و إما من حيث تأثيرها، و ما التصنيف الامبريالي الغربي للعالم إلى شمال و جنوب إلا استغلال لواقع تلك الظواهر لصالح القوى الامبريالية.