يحاول هذا البحث أن يفتح ملفاً قديماً جديداً، ليستجلي الأسباب الحقيقية الكامنة وراء عدم ظهور فن المسرح في المنطقة العربية و لدى إنسانها، على الرغم من توافر كثير من الظروف الموضوعية التي تؤدي إلى قيام المسرح. و يحاول بعد أن يستعرض وجهات النظر التي حاولت تفسير هذه الظاهرة، أن يقدم وجهة نظر جديدة، يرى الباحث فيها رأياً جديراً بالانتباه، حيث يعيد السبب إلى طبيعة إنسان هذه المنطقة، الذي لا يؤمن بحسم الصراعات غالباً، و الوصول بها إلى مداها الأقصى، بل يؤمن بالحلول الوسطى. و الصراع من أهم عناصر المسرح، الذي لا يقوم المسرح من دونه. و الإنسان الذي يبدع الفن، يخلقه على صورته و مثاله، و مادام إنسان هذه المنطقة لا يؤمن بأن الصراع يمكن إذا ما استمر أن يوصل إلى الحل. فكيف له أن يخلق فناً يقوم بشكل أساسي على الصراع؟