يتمحور موضوع البحث حول طبيعة الصراع بين الأيوبيين و سلاجقة الروم في بلاد الشام، و توضيح الأسباب الكامنة وراء هذا الصراع، و الذي يعود في مجمله لأسباب شخصية و مطامع توسعية، بدأت في عهد السلطانين صلاح الدين الأيوبي و قلج أرسلان الثاني السلجوقي، و ذلك عندما رغب أرسلان بالتوسع جنوباً، و ضم كل من حصني كيسوم و رعبان، فتوترت العلاقات بين الطرفين، و استمرت كذلك إلى نهاية حكميهما. و لم تكن العلاقة بين الدولتين بأفضل حال بعد وفاتهما، إذ استمر التوتر في عهد كل من العادل الأيوبي، و غياث الدين كيخسرو السلجوقي ،و قد جذب هذا الصراع تحالفات عدة، لم تسفر عن أية نتيجة سوى أنها عمقت الخلافات، و استنفدت قوى كل منهما. ثم تناول البحث الحديث عن رغبة السلطان السلجوقي، ركن الدين كيكاوس، في الاستيلاء على حلب و حجته في ذلك أنها كانت تحت سيطرة أجداده. و في هذا السياق اتصل بالأفضل علي الأيوبي، و ضمه إلى جيشه، لأنه كان يدرك مدى الفائدة التي سوف يجنيها بوجود أحد الأمراء الأيوبيين إلى جانبه. لكن الأيوبيين صدوه و أجبروه على الانسحاب و استمرت العلاقة متوترة بين الطرفين إلى أن توفي السلطان السلجوقي ركن الدين، و تولى الحكم بعده علاء الدين كيقباذ، الذي وضع نصب عينيه السيطرة على أرمينية الصغرى، و في هذا السياق عمل على إبرام الصلح مع الأيوبيين، و وثق تلك العلاقة بالزواج من ابنة الملك العادل الأيوبي، ليتفرغ بعد ذلك لتحقيق هدفه بالسيطرة على أرمينية الصغرى.