هدف هذا البحث إلى دراسة فن المقالة عند ميخائيل نعيمة الذي يعد واحداً من أعمدة مدرسة المهجر و من أبرز أعضاء الرابطة القلمية و أكثرهم نشاطاً، فكان نموذجاً من نماذج عصر التنوير في ثقافتنا العربية ، و كان من أبرز كتاب المقالة في الأدب العربي الحديث، و ظهر له نتاج واضح في هذا الفن عكس عفويته و ذاتيته و أسلوبه الخاص. و قد جال نعيمة في هذا الفن و كتب كثيراً من المقالات التي تعكس مدى سعة ثقافته و اطلاعه على الفنون المختلفة و شتى مجالات المعرفة، فكانت هذه المقالات زاداً للثقافة العربية و رافداً مهماً من روافد المكتبة العربية، و قد تجلت مقالات نعيمة في عدد من الكتب كان من أبرزها كتاب الغربال، حيث تجلت في هذا الكتاب معظم الآثار النقدية و الثقافية و الإبداعية لنعيمة، و لا ننسى كتبه الأخرى: كزاد المعاد، و البيادر، و النور و الديجور، و في مهب الريح، و فيها بث نعيمة كثيراً من آرائه و تأملاته في الكون و الإنسان و الحياة، فكانت تلك الكتب منارات مشعة في عالم الأدب.