يسلط البحث الضوء على الجوانب المتشابهة في التعبير الشكلي لكل من الفن الإسلامي و فنون الشرق الأدنى القديم، إِذ تجلت هذه الجوانب في العديد من السمات الفنية الشكلانية، كالتكرار و التناظر و الشفافية و المنظور و غياب الظل و النور، فضلاً عن غيرها من السمات التي يمكن معاينتها في النتاجات الفنية لهذه الفنون. و مع الفوارق الزمنية و الجغرافية و الفكرية بين حضارات الشرق الأدنى القديم و الحضارة الإسلامية، فإن هناك العديد من العوامل الموضوعية التي أدت أدواراً متفاوتة التأثير في حالة التشابه هذه. و أبرز هذه العوامل هو التشابه الواضح في الخصائص المناخية و البيئية التي نشأت فيها تلك الحضارات، و كذلك عامل الاحتكاك الناجم عن التناحر و الهجرات المتبادلة بين شعوب هذه المنطقة، فضلاً عن التعاقب الحضاري بين تلك الفنون من جهة، و الفن الإسلامي من جهة ثانية. إِذ أدى كل من الفن الساساني و الفن البيزنطي دور الوسيط بين تلك الفنون و الفن الإسلامي، نظراً إلى تأثر هذين الفنين بفنون الشرق الأدنى القديم.