عالج هذا البحث إشكالية مطروحة منذ القديم و هي لفظ اللسان الذي يمثل السلوك البشري في تصرفاته الكلامية و التعبيرية؛ إذ هو معيار التمييز بين لغة و أخرى، كما تطرق البحث إلى الغموض الذي ساد في أوساط الدارسين العرب فيما يخص اللغة و اللسان، في الوقت الذي أُدرِك بسهولة عند الدارسين الغربيين عندما غاصوا في عمق اللغة و وصفوها كما هي لا كما يجب أن تكون. ورد تواتر لفظ اللسان في القرآن الكريم بدلالاته جميعها، و قد تجلى هذا في النصوص الكثيرة مما يرفع اللبس و يعطي للأمر قوة و صلابة؛ و قد قدمنا الأدلة من القرآن الكريم و أقوال أهل الدراية باللغة، كما ذكر البحث خصائص اللسان العربي كبنية صوتية و تركيبية و دلالية و اقتصاد لغوي؛ و يؤكد ذلك بدائية نشأة هذا اللسان المؤهل لتأدية الأصوات جميعها و تكرارها بمجهود عضلي مريح دون عناء و لا مشقة و ذلك باختيار الوسائل الفونيمية المترابطة التي تشكل الانسجام الصوتي و هو ما تصوره العرب من قبل و أقره علماء اللغة الغربيون -كنظرية مستقلة - و على رأسهم أندري مارتينيه.