يناقش هذا البحث أهم البراهين التي ساقها مفكرو التيار الأشعري حول مسألتين في غاية الأهمية هما: (حدوث العالم، و فكرة السببية) مبرزين أهم مواطن التفكك و الضعف في الاستدلالات العقلية التي قدموها، مستعينين بقراءة ابن رشد الذي يعد رائداً للنزعة العقلية في الفلسفة العربية الإسلامية، خاصة و أن معالجة الأشاعرة لهاتين المسألتين مثلت عائقاً أبستمولوجياً واجه العقل العربي الإسلامي، و حال بينه و بين الفهم السببي للطبيعة و الكون، و قد استشعر الفيلسوف ابن رشد خطورة غياب الوعي الموضوعي للكون و الطبيعة و الوجود في الفلسفة العربية الإسلامية و حاول التأسيس لرؤية تعتمد على العقل في محاولة لنقل المجتمع من حالة التسليم اللاهوتي إلى حالة التيقن العلمي.