الفرد ركيزة المجتمع الأساسية، فإذا كان سليما تمكن من المساهمة في تنمية المجتمع الذي ينتمي إليه، تلك الحقيقة استوعبتها مجتمعات الدول المتقدمة جيدا مما جعلها تهتم بتوفير الرعاية الصحية للفرد و التي لم تقتصر على النواحي العضوية فقط و انما شملت النواحي النفسية التي أصبحت تمثل الجانب الأكبر أهمية في صحة الفرد بسبب التزايد المضطر في أعداد المرضى النفسيين الذي تزامن مع التقدم التكنولوجي و الحضاري، مما أدى إلى تغيير في مفهوم الرعاية الصحية النفسية عما كان سابقا، كما أدى إلى تغييرات في الأساليب الخاصة بالرعاية و العلاج للمرضى النفسيين، و هو ما يتبعه تغيرات في المفاهيم الخاصة بالمكان الذي يقدم هذه الرعاية الصحية، و بالتالي فان المفهوم الحديث لمباني الرعاية الصحية للمرضى النفسيين يجب أن يراعي الدور الهام الذي تقوم به تلك المباني في علاج هؤلاء المرضى، فلم تعد تلك المباني خزانات مملوءة بالمرضى المعزولين عن المجتمع، و إنما أصبحت أشبه بالكائنات الحية التي تتفاعل معهم، فهي تؤثر فيهم بنفس القدر التي تتأثر بهم و بسلوكياتهم.