يعد تلوث المياه الجوفية بالنترات مشكلة شائعة في العديد من دول العالم وبخاصة الزراعية منها حيث ينشأ التلوث في هذه البلدان بشكل أساسي من الاستخدام الزائد للتسميد في المناطق الزراعية ومن النفايات الصناعية والصرف الصحي وروث الحيوانات، وأيضا" من التثبيت الجوي للنتروجين بواسطة النباتات، بالإضافة إلى مركبات النتروجين التي تنشأ بفعل بعض الصناعات وانبعاثات السيارات وتترسب على الأرض بشكل مواد صلبة. وتعد النترات من المركبات المسرطنة والخطرة على الصحة البشرية إذا ما وجدت بتراكيز مرتفعة، وتأتي هذه الخطورة من تحول النترات الممتص إلى نتريت بفعل بكتريا خاصة في البطن والذي يسبب بدوره ما يعرف بالميثموغلوبينيميا لدى الرضع والحوامل (مرض ازرقاق الرضع ) كما يمكن أن يسبب سرطان المعدة لدى البالغين عبر تفاعله مع الأمينات والأميدات في البطن مشكلاً مواد مسرطنة (النتروزأميدات والنترزوأمينات)، لذلك يجب تطبيق أسس الإدارة المتكاملة للمياه الجوفية في منطقة الدراسة والمحافظة على مستويات منخفضة للنترات في المياه الجوفية المستخدمة للشرب وللري .