تُستخدم عادةً الإضافات (منتجات تجارية مصنعّة) إلى مواد الرصف الطرقي بكميات مناسبة بغية تحسين بعض الخصائص الهندسية مثل المقاومة والبنية والفعالية والمرونة.
ويعتمد اختيار نوع المادة المضافة وحساب نسبة الإضافة على نوع المادة المراد معالجتها، ودرجة التحسين المرغوبة، ويجب أن نفرق مابين مفهوم تثبيت التربةSoil Stabilization)) وبين مفهوم تعديل التربة الذي يعني إضافة موادAdditives لأجل تعديل إحدى خصائص التربة أو لمساعدة طرق التثبيت الرئيسة على أداء الهدف المرجو منها، وبشكل عام فإننا نحتاج لكميات قليلة من الإضافات عندما نريد تعديل خصائص التربة بشكل بسيط مثل التدرج الحبي، المرونة، أما في حال وجود حاجة لتحسين القساوة أو المقاومة بشكل واضح فإننا نستخدم كميات أكبر من الإضافات.
ولكن لابد من التأكيد هنا على أنه وقبل القيام بعملية المعالجة ينبغي أن يحدد مهندس الطرق الهدف من عملية المعالجة بشكل دقيق وذلك لاختيار إجراء المعالجة المناسب ونوع المادة المضافة، ومن ثم القيام بالتجارب المخبرية لتحديد الكمية المناسبة من المادة المضافة, كما ينبغي أن ننوه أن معالجة مواد الرصف لا يعني بالضرورة زيادة متانتها، فقد نستخدم المعالجة للتقليل من لدونة المواد المحلية المتوفرة في حال كان هذا الإجراء عامل أساسي وضروري لاعتماد استخدام هذه المواد، أو لزيادة مقاومة ردمية على الحت و التآكل ... الخ.
ومن الإضافات الأكثر شيوعاً وتداولاً.
1- المعالجة بالكلس
يمكن أن نطلق على هذه الطريقة: المعالجة بالكلس أو الكلس- بوزولان(*)، ووجد أن لها أثر مشابه للأثر الذي تسببه معالجة التربة بالأسمنت، وحسب هيئة البحث العلمي الألمانية الخاصة بالطرق فإن معالجة التربة بالكلس تعني:
" مزج الكلس مع التربة ومن ثم رص التربة وفق محتوى الرطوبة المثالي لأجل إنشاء طبقات الأساس وما تحت الأساس"، ويمكن استخدام الكلس لمعالجة الطابق الترابي أو لتعديل بعض خصائص المواد المحلية المتوافرة. وبشكل عام يستخدم الكلس الحي بنسبة تتراوح بين(8-14)% بالنسبة للترب الناعمة، وهذه القيمة ستتغير وفق نوع التربة والغاية من عملية الإضافة، ولكن لا يمكن الاستغناء عن إجراء الخلطات المخبرية لتحديد نسبة الكلس المضاف ولحساب قوة المواد المعالجة، ونشير هنا أنه ولضمان الحصول على أفضل النتائج عند استخدام هذا النوع من المواد المعالجة يتوجب دحي سطح الطريق وذلك للسماح بالتصريف السطحي ولمنع تشكل الكتل على سطح الطريق مما يؤدي لزيادة نعومة المواد المعالجة، ويجب اختيار سماكة القاعدة، ويجب اختيار طبقة سطحية مناسبة للطريق وذلك بالاعتماد على حجوم السير المتوقعة، ويجب أن تتم المعالجة بالكلس من قبل المتعهدين الخبراء .
2- المعالجة بالأسمنت
ويقصد به عملية مزج الأسمنت مع المواد المراد معالجتها ورص المزيج مما يعدّل من خواص المواد المعالجة ويزيد من استقرارها عن طريق التفاعلات التي تحدث بين منيرالات المواد المعالجة وبين حبيبات الأسمنت وكذلك الترابط الذي يؤمنه الأسمنت بين حبيبات تلك المواد.
وقد انتشر استخدام الاسمنت البورتلاندي بشكل شائع كمادة للمعالجة في كل بلدان العالم تقريباً، وتعدّ التربة المعالجة بالأسمنت خليط أساسي بسيط من التربة المسحوقة، الأسمنت البورتلاندي، والماء، وتدعى خلائط التربة المعالجة بالأسمنت خلائط الأسمنت-تربة.
إن استخدام الأسمنت للمعالجة انتشر بشكل جيد مؤخراً لكونه مأمون الجانب ويمكن استخدامه للترب الناعمة و الحصوية، ويضاف وفقاً للغاية المرجوة من المعالجة وبما يتناسب مع عمل المواد إن كان في الجسم الترابي أو في طبقات الرصف.
*البوزولان(Pozzolans): هو في الأصل رماد بركاني اكتشف أول مرة في ميناء بوزولي قرب نابولي في ايطاليا، حيث اكتشف الرومان أن هذا الرماد يشكل مع الكلس والرمل ناتجاً ذا ثبات عالٍ، وعادة يطلق هذا الاسم على أي رماد غني بالسيأتيكات والألومينات.
3- المعالجة بالبيتومين
استخدم هذا النوع من المعالجة بشكل خاص مع المواد التي لا تزيد قرينة اللدونة فيها عن11%، لأنها في حال كانت أكبر من11% فهذا يعني صعوبة خلط المواد نتيجة زيادة النعومة، وبالتالي هناك فجوات لا يصلها البيتومين.
إن إضافة البيتومين يؤدي إلى تحسين الخواص الفيزيائية والميكانيكية لمواد الرصف الطرقي، ويؤدي إلى صنع مادة كتيمة تمنع نفوذ الماء في الاتجاه المطلوب، لذا غالباً ما يضاف إلى المواد الحبيبية (المفككة) لإنقاص التسرب فيها ولزيادة ترابطها، وبشكل عام يستخدم البيتومين إلى جانب الكلس أو الأسمنت لتجنيب المادة المستخدمة في المعالجة تأثير المياه ولزيادة الترابط بين مكوناتها.
4- المعالجة بالمواد الكيميائية
من تعريف التربة الطرقية، نجد أن التربة الصالحة لإنشاء الطرق هي أية تربة طبيعية أو تربة ناتجة عن تكسير الصخور أو أي مواد نظيفة تسمح المواصفات الفنية باستخدامها في إنشاء الطرق.ويمكن اعتبار أن التربة الطرقية هي أية تربة ناتجة عن نفايات صناعية لا تعطي انتفاخات عند استخدامها في جسم الطريق الترابي أو في إنشاء طبقات الرصف.
ومن المعروف أن السيليكات الصناعية صالحة لمعالجة التربة ولكنها غير اقتصادية في إنشاء الطرق، ومن أهم أنواعها سيليكات الصوديوم المستخدمة لحقن الأساسات وذلك لمنعتسرب الماء وخاصة في السدود حيث تتفاعل مع أملاح الكالسيوم المنحلة وتعطي رابط إسمنتي من سيليكات الكالسيوم غير المنحلة في الماء.لقد بدأ التفكير باستخدام نفايات المصانع جدياً بعد أن تعرضت مصادر تزويد الطرق بمواد البناء للنضوب والاضمحلال، فالنفايات الصناعية هي أية مادة تنتج عن تصنيع مادة صناعية وتعدّ غير صالحة للأعمال الصناعية فيما بعد، لكن ليست كل النفايات الصناعية صالحة للاستخدام في إنشاء الطرق، فنفايات معامل الصلب (الحديد والنحاس والمعادن بأنواعها) تعدّ صالحة إلى درجة كبيرة في إنشاء الطرق، وكذلك نفايات معامل الأفران العالية ونواتج حرق الفحم الحجري وغيرها.
وهناك مصادر ثانية للنفايات الصناعية هي معامل تصنيع الزجاج والبلاط ومعامل تصنيع الورق ومعامل السكر، حيث يعدّ كل من المواد المذكورة صالحة (بنسب محدودة) لإنشاء بعض عناصر طبقات رصف الطرق.
كما تم استخدام نفايات الزيتون المحروقة في الدرجة 550 درجة سيليسيوس لمعالجة التربة، وقد جرت دراسة مخبرية على عينات تم معالجتها بنفايات الزيتون المحروقة حيث تمت مراقبة الكثافة والانتفاخ، ووجد أنه بإضافة نسبة تتراوح بين(2 -7.5)% من نفايات الزيتون تزداد قدرة التحمل والكثافة الجافة العظمى ويقل الانتفاخ بشكل ملحوظ، وهذه النتائج أعطت بشائر أمل لاستخدام هذه المادة في الترب السيئة و لحل المشاكل المرتبطة بها.
كما تم أيضاً استخدام أغلفة جوزة الهند ونبات الجوت للمعالجة وكان لها تأثير جيد في تحسين خواص التربة، واستخدم الرماد البركاني لمعالجة الترب الطينية عن طريق تعديل الايونات الموجبة الأساسية (تعديل كيميائي)، وقد أبدت جزيئات التربة الطينية ترابطاً جيداً مع الخبث البركاني بوجود ماء المطر.
ومن المواد الأخرى المستخدمة في المعالجة غبار الرخام، وتبين أنه عند أخذ ثلاث عينات من التربة وإضافة نسب من الغبار بزيادة 8% لكل عينة عن الأخرى لمدة 24 ساعة في درجات حرارة مختلفة هي(40 -60-80)درجة مئوية أظهرت الترب تحسناً جوهرياً، حيث زادت قيمة الـ CBR للعينات الثلاث وبالشكل الآتي:
العينة الأولى من20% إلى 33%، والعينة الثانية من 30% إلى 46% والعينة الثالثة من27% إلى 55%. ولابد من ذكر معالجة مواد الرصف الطرقي بالطرق الحيوية، أي عن طريق بكتريا أو أنزيمات تتفاعل مع المواد العضوية المشكلة لهذه المواد، حيث يلاحظ زيادة قدرة التحمل والتماسك ومقاومة الحمولات .
أظهرت بعض الدراسات الحديثة أنه يمكن معالجة التربة عن طريق الحرارة، إذ إن هناك تأثيراً واضحاً لدرجة الحرارة على التربة الغضارية، فقد أخذت ثلاثة أنواع من الترب من شمال الأردن وتم إخضاعها لدرجات حرارة مختلفة، ومن ثم تمت دراسة حدود إتربرغ وتوزع الجزيئات والكثافة الجافة العظمى، وكشفت النتائج أن المعالجة بالحرارة (على أن تكون درجة الحرارة أعلى من 100 درجة سيلسيوس) أدت إلى نقصان في حد السيولة وفي حد اللدونة وإلى زيادة في قيمة الكثافة الجافة العظمى بزيادة درجة الحرارة .