آخر الاسئلة
تعدّ الصخور الكربوناتية والتي تنضم إلى عائلة الصخور الرسوبية المصدر الذي نحصل منه على الحصويات الكلسية، وبالنسبة للصخور الرسوبية فمن المعروف أنها تشكلت على سطح الأرض تحت درجات حرارة منخفضة وضغط منخفض، حيث تنتج هذه الصخور عن تراكم وترسب المواد الرسوبية (من المعلوم أن المواد الرسوبية تنتج عن تعرية وتجوية الصخور الموجودة سابقاً) المنقولة بواسطة الماء والهواء والجليد ومن ثم تصلبها وتماسكها بواسطة ملاط وتحولها إلى صخور رسوبية صلبة.
تتألف الصخور الرسوبية من ثلاثة مكونات رئيسية هي على النحو الآتي:
- الشظايا السيأتيكاتية والحبيبات المرافقة.
- المواد الرسوبية الكيميائية والبيوكيميائية، وبشكل خاص المواد الكربوناتية.
- المواد القديمة المعروفة باسم(Allochems) أي المواد الكيميائية المجلوبة، وهي شظايا المواد الرسوبية قديمة التشكل. وعندما تتشكل المواد الرسوبية تصبح جاهزة لكي تنقل إلى الأحواض الترسيبية، حيث يتم نقلها وتدحرجها من الأعلى إلى الأسفل بفعل الجاذبية الأرضية، أونقلها بواسطة المياه الجارية والتيارات المائية والرياح والجليد المتحرك، ويصاحب ذلك تغيرات فيزيائية وفي بعض الأحيان كيميائية، وعندما تصل هذه المواد الرسوبية إلى أحواض الترسيب تتوضع فيها وتشكل أنواعاً مختلفة من الصخور الرسوبية تمثل بيئات الترسيب المتنوعة، وعندما يتم طمر هذه المواد تحت التراكمات الرسوبية المتلاحقة فإنها سوف تخضع لتغيرات كثيرة تطرأ على مادتها الأصلية، تعرف هذه التغيرات بالدياجينيز*، وعندما ترتفع درجة الحرارة والضغط يقل تأثير عمليات الدياجينيز ويستبدل بالتحول، حيث يبدأ تأثير عمليات الاستحالة.
وتنضم الصخور الكربوناتية إلى عائلة الصخور الرسوبية، ويمكن تعريف الصخور الكربوناتية بأنها عبارة عن تلك الصخور التي تحتوي على (50%) أو أكثر من الفلزات الكربوناتية.
وحسب التصنيف الأولي تحتوي الصخور الكربوناتية على مواد رسوبية وحطام صخري، يتضمن الأنواع الكيميائية المجلوبة القديمة (allochemical)، أما من حيث التركيب الفلزي فتحتوي الصخور الكربوناتية على أطوار فلزية أولية المنشأ، وأطوار فلزية ثانوية التشكل، وحبيبات معالجة ومعادة التوضع. وبشكل عام تعدّ الصخور الكلسية المؤلفة من الكالسيت والكالسيت المنغنيزي والأراغونيت، والصخور الدلوميتية المؤلفة بشكل أولي من الدلوميت، النوعين الأساسيين من الصخور الكربوناتية.
ومن ناحية التركيب الكيميائي تحتوي الصخور الكربوناتية بشكل أساسي على أكسيد الكالسيوم(cao)، وأكسيد المغنيزيومMgo) )، فضلاً عن غاز ثاني أكسيد الكربون(co2)، وتشير التحاليل البيئية إلى أهمية نظائر الأوكسجين والكربون وبعض العناصر النادرة، أما بالنسبة للفلزات الكربوناتية فعادة ما يتواجد العديد منها ضمن الصخور الكربوناتية، بما فيها نوعان من الكالسيت، فقد يكون الكالسيت نقياً نسبياً(caco3) ويسمى الكالسيت منخفض المغنزيوم، أما عندما يحتوي الكالسيت على كميات مهمة من شوارد المغنزيوم فيسمى بالكالسيت المغنيزي، أو الكالسيت عالي المغنزيوم، وقد يحتوي الكالسيت على كميات صغيرة من عناصر الحديد، والمنغنيز، والصوديوم، ومن المعروف أن الكالسيت يترسب بشكل عضوي، أو لاعضوي ، ولابد من الإشارة إلى أن الكالسيت المغنيزي يمكن أن يتشكل نتيجة للتبادل بين شوارد المغنيزيوم وشوارد الكالسيوم.
ونذكر هنا أن الأراغونيت ((caco3 يشبه الكالسيت من حيث التركيب الكيميائي، لكنه فلز ذو تبلور معيني مستقيم ولا تحتوي الشبكة البلورية له على شوارد مهمة من المغنيزيوم والصوديوم، على عكس بنية الكالسيت ذي نظام التبلور الثلاثي لذا سرعان ما يتحول الأراغونيت إلى كالسيت .
*الدياجينيز:مصطلح علمي أجنبي ويعبر عن مجموعة من العمليات الفيزيائية، والكيميائية والعضوية التي تؤدي إلى تحويل المواد الرسوبية المفككة المنقولة إلى
الحوض الترسيبي إلى صخور رسوبية متماسكة. ويوجد مجال واسع لتواجد الفلزات الأخرى في الصخور الكربوناتية فضلاً عن إذ الكالسيت والدلوميت، حيث يعدّ الكوارتز والفلزات الغضارية من أكثر الفلزات انتشاراً في الصخور الكلسية، وتوجد بكميات ضئيلة .
...