آخر الاسئلة
في الحياة الرحمية لايستطيع الجنين القيام بالتنظيم الحراري وإنما يعتمد بشكل كامل على الأم في حال أي ارتفاع أو انخفاض بدرجات الحرارة , ولذلك فإن آليات المعاوضة الجنينية غير فعالة في الرحم .
يتم الحفاظ على درجة حرارة ثابتة للجنين بحيث تكون أعلى بـ 0.5 درجة مئوية من درجة حرارة الأم.
وتعد درجة الحرارة المحيطية والمركزية متماثلة , وتقارب درجة حرارة السائل الامينوس المحيط بالجنين من درجة حرارة الجنين وتقل بـ 0.3 درجة مئوية .
للمحافظة على ثبات درجة حرارة الجنين كان لابد من وجود مدروج حراري والدي جنيني ليتم توجيه الحرارة بعيداً عن الجنين.
بالمقارنة مع طفل حديث الولادة فإن الجنين لايستطيع توليد الحرارة بسبب وجود آليات في الرحم مثبطة لتوليد الحرارة .
هذه المثبطات يتم إنتاجها في المشيمة وتدخل للدوران الجنيني , أهمها عاملين هما :
- الأدينوزين
- البروستاغلاندين E2.
هذه العوامل المثبطة تلعب دوراً هاماً في التكيف الاستقلابي لنقص الأكسجة الفيزيولوجي لدى الجنين وذلك لأن طرق توليد الحرارة الغير معتمدة على الارتعاش تتطلب معدل أكسجة مرتفع .
ولذلك فان وجود مثبطات لآليات توليد الحرارة الغير معتمد على الارتعاش يسمح للجنين بتراكم كميات من النسيج الشحمي البني قبل الولادة .
يتم إنتاج الطاقة الحرارية لدى الجنين اعتماداً على استهلاك الاوكسجين .
بشكل عام يتم إنتاج خمس وحدات حرارية لكل ميلي ليتر من الأوكسجين , لذلك فإن نسبة استهلاك الأوكسجين وإنتاج الطاقة الحرارية تتبدل وفقاً لتزويد الجنين بالأوكسجين .
إن النسيج الجنيني فعال استقلابياً لذلك فإن معدل إنتاج الطاقة الحرارية هو الضعف بالنسبة للبالغ وبالتالي يتم تكيف الجنين استقلابياً حسب توافر نسبة الأكسجة لديه .
وهنا تبرز التحديات التي تواجه الجنين في حال تعرضه لنقص الاكسجة , لاتوجد دراسات كافية لتفسير الموجودات حتى الآن , ولكن يتم الاعتقاد بإن الكبد يلعب دوراً رئيسياً حيث عندما يتعرض الجنين أو حديث الولادة لنقص حاجته للأوكسجين .
وبالتالي يعتمد الطريق الأساسي للتنظيم الحراري للجنين على الدوران السري , حيث الحاجز الغشائي الرقيق وزيادة السطح والسرير الوعائي ( معدل تدفق الدم فيه ) , جميعها تسمح بحدوث التبادل الحراري عبر المشيمة .
كمية الطاقة الحرارية الناتجة من المشيمة و السرير الوعائي تعتمد على معدل تدفق الدم ودرجة حرارته , وبالتالي فإن نقص معدل تدفق الدم الناتج عن التقلصات يؤدي إلى خلل في نقل الطاقة الحرارية مما يسبب ارتفاع درجة حرارة الجنين.
ومن الأمور التي تسيء للجنين هو ارتفاع حرارة الأم حيث يحدث تدفق سريع للدم إلى الجلد مما يسبب في نقص تدفق الدم إلى الكليتين والأمعاء والرحم , وهذا يؤثر على الجنين ويسبب نقص أكسجة وحماض .
ومن الحالات التي تهدد حياة الأم والجنين انفصال المشيمة الباكر حيث يتوقف تدفق الدم للجنين وتنعدم قدرته على تعديل الطاقة الحرارية وهذا يؤثر لاحقاً على الجنين وخاصة الجملة العصبية .
وهذا ما أكدته دراسة لـ Asakura حيث وجدت أن درجة حرارة الطفل بعد الولادة بفترة قصيرة تكون أعلى في حالات التفاف الحبل السري وقد تم تفسير ذلك أن درجة الحرارة الجنين تتغير بسرعة استجابة لأي تبدل في تدفق الدم عبر الحبل السري مما يسبب في ارتفاع حرارة الجنين.
...