آخر الاسئلة
في تجربة لأحد الباحثين درس من خلالها تأثير ازدياد معدلات الصوديوم في التربة على إنتاج الذرة البيضاء وطول وحجم الجذور للنبات . وجد أن كتلة الجذر نقصت مع زيادة تركيز الصوديوم وانخفاض النفاذية الحلولية بينما ازداد طول الجذر ، كما أن أي زيادة في تراكم للصوديوم يقابله انخفاض تركيز الكالسيوم في أنسجة الذرة البيضاء خاصة الأوراق العليا. كما لاحظ وجود علاقة ارتباط قوية بين معامل إطالة الجذر وتركيز الصوديوم في النبات. حيث أن إستطالة الجذر لنبات الذرة البيضاء في ظروف ملحية صودية تتأثر كثيراً بدرجة تشبع أنسجة الجذر بالصوديوم .
وأشار العديد من الباحثين إلى أن الإجهاد الملحي يخفض بشكل واضح المجموع الورقي و الجذري وكذلك المادة الجافة لنباتات الذرة ، ولوحظ زيادة في درجة انخفاض إنتاج المادة الجافة مع زيادة مستويات الملوحة . كما في دراسة أخرى على الملوحة وجد انخفاض في كافة مؤشرات النمو للنبات وزيادة في تركيز الصوديوم والكلور ، كما أثر الإجهاد الملحي في امتصاص النباتات للماء بسبب تغير العلاقات المائية والتوازن الالكتروليتيelectrolyte balance في أنسجة النبات لذلك تحتاج النباتات المرهقة لماء أكثر حيث أن كفاءة استعمال الماء لهذه النباتات تنخفض مع زيادة الملوحة ، أي أن النباتات تحت الإجهاد الملحي تتطلب ماء أكثر وري أكثر تردداً مقارنة مع الظروف غير الملحية .
وفي دراسة حول تأثير الملوحة على أصناف من الذرة البيضاء تتفاوت في تحملها للملوحة وجد أن الملوحة خفضت من الجهد الحلولي في الفتحات الخلوية للأوراق والجذور في كل أصناف الذرة البيضاء المدروسة خاصة الحساسة للملوحة . ويرجع ذلك في الغالب لتراكم الصوديوم والكلور والذي تجاوز الكمية التي يحتاجها لتعديل الحلولية . كانت المواد الذائبة العضوية كالكربوهيدرات والأحماض الأمينية متواجدة أكثر في الأوراق والجذور وفي الأصناف المتحملة للملوحة أكثر من الأصناف الحساسة للملوحة. تشير نتائجهم على أن الأصناف المتحملة للملوحة كانت قادرة على إبقاء الضغط الحلولي في الأوراق والجذور تحت الإجهاد الملحي أكثر من الأصناف حساسة للملوحة.
في تجربة أخرى تبين تأثير التسميد ببقايا نباتية من الذرة البيضاء المزروعة بترب ملحية وغير ملحية . أدت إضافة السماد العضوي إلى زيادة في إنتاجية المادة الجافة للمحصول وامتصاص النتروجين N مقارنة بالشاهد غير المسمد. بسبب إضافة النتروجين بطريقة متاحة للنبات ، بالإضافة لتأثير السماد العضوي على تحسين امتصاص النتروجين من التربة.
ينمو محصول الذرة البيضاء في الأراضي الملحية بشكل أفضل مقارنة مع بقية المحاصيل ، فهو من المحاصيل متوسطة التحمل للملوحة (10–6) ديسسمنز/م ، حيث تؤثر الملوحة الزائدة سلباً في طول النبات وعدد الأوراق والمساحة الورقية وقد تبين أن الضغط الحلولي هو الذي يكون فعالاً في البداية كنتيجة للملوحة بينما السمية الأيونية تأتي أهميتها في التأثير على نمو النبات بعد أمد طويل.
كما تبين أن المستويات الملحية المتدنية لا تؤثر سلباً على نمو نباتات الذرة البيضاء وتطورها بل على العكس من ذلك . حيث بين أن هناك تأثيراً ايجابياً للمستويات القليلة من ملح (NaCl) على محصول الذرة البيضاء، ويعود هذا التأثير إلى زيادة نشاط تمثيل البروتينات.
وقد أوضح أحد الباحثين أن أول ردود فعل نباتات الذرة البيضاء للإجهاد الملحي تتمثل بتراجع معدل نمو الأوراق وهذا ما أكده آخرون حيث يقل حجم المسطح الأخضر الفعال في عملية التمثيل الضوئي، وتقل نتيجة لذلك كمية المادة الجافة المصنعة مما ينعكس سلباً على الغلة الاقتصادية النهائية.
وفي دراسة أخرى تمت فيها زراعة بذور محصول الذرة البيضاء في تربة مالحة ، وجد انخفاض في المادة الجافة وإنتاج الحبوب مع زيادة الملوحة في التربة، ولوحظ ازدياد الانخفاض في المادة الجافة والإنتاج للذرة البيضاء مع زيادة تركيز الأملاح في التربة عند العمق (50 - 10) سم .
...
لقد استعملت المياه المالحة ومتوسطة الملوحة على نطاق واسع في أقاليم مختلفة من دول العالم لري الأشجار والمحاصيل المختلفة، إلاّ أن الإجهاد الملحي Saline Stress يلعب دوراً محدداً لإنتاجية النباتات المروية، حيث تشير الدراسات إلى أن الترب المالحة في العالم تغطي مساحة تقدر بحوالي (977 ) مليون هكتار، وأن (19.5)% من الأراضي المروية هي متأثرة بالملوحة، بينما (2.1)% فقط من الأراضي غير المروية (البعلية) متأثرة بالملوحة.
فقد ذكر Oldeman أن أكثر من (77) مليون هكتار من أراضي العالم هي متأثرة بالملوحة بفعل النشاطات البشرية المختلفة. أما Dregne فقد أشارو إلى أن حوالي (43) مليون هكتار من الأراضي المروية في العالم متأثرة بعمليات التدهور المختلفة والتي تأتي في مقدمتها الملوحة.
...