مجموعة عامة تضم جميع الباحثين
776 منشوراتلفهم تشكل الأنف والفم والحنك والجيوب والبلعوم لابدّ من لمحة عن تشكل وتطور المعي الأمامي البدئي وهذا يتطلب معرفة للترتيب في الكيس المحي في مرحلة الحياة البدئية، حيث يبدأ الجنين مؤلفاً من وريقتين خارجية وداخلية ولاحقاً تظهر بينهما الوريقة الوسطى. و في المرحلة اللاحقة يقسّم المعي البدئي إلى:
1- قسم رأسي سيشكل الوجه الداخلي للفم وكذلك ظهارية جهاز التنفس ،
2- قسم خلفي سيشكل المري والمعدة والإثني عشري والقناة الجامعة.
يبدأ تشكل الأنف بتسمك ظهاري في القسم الوحشي والسفلي للقسم الرأسي يُعرف باسم : (الصفائح الأنفية) الّتي لا تلبث أن تنحني وتتحدب مع نشاط فعال في الوريقة الوسطى المحيطة بها لتعطي ثنيات أنفية أنسية ووحشية. ثّم تتوضع الصّفائح الأنفيّة في انخفاض بسيط يتعمق ليشكل الحفرة الشّميّة.
تندمج الثنيات الأنفية لتشكل قسماً مركزياً مرتفعاً يسمى: ( النتوء الأنفي الأمامي )، ثمّ تنمو كلّ ثنيّة أنفيّة مع الحفرة الشّميّة بالعمق لتشكّل الكيس الأنفيّ.
و في المرحلة اللاحقة يغطي الناتئ الفكي النتوء الأنفي الأمامي ليشكّل فيما بعد الشّفة العليا والنواتئ السّنخية للفك.
و يتقارب النتوءان الأنفيان الوحشيان تجاه بعضهما وينمو النتوء الأنفي الأمامي بينهما ليشكّل " الحاجز الأنفي البدئي " ، وذلك بعد نمو الوريقة الوسطى للفك وعند السطح السفلي من النتوء الأنفي الأمامي يتشكل الحنك البدئي والتجويف الأنفي الّذي سيصبح مؤلفاً من قناتين تنفتحان للخارج بالفتحتين الأنفيتين، أمّا في الخلف فأنّ كِلا التجويفين يبقىان مغلقين بطبقة رقيقة من الجيب الأنفي الّذي سيشكل غشاء رقيقاً أنفياً فموياً بدئياً خلف الحنك البدئي.
و تنغلق الوريقة الخارجية عند خط اتصال النتوء الفكي والنتوء الأنفي الوحشي وتغوص لتشكل القناة الدمعية الأذنية.
وعندما يصبح الجنين بطول( 12 ـ 14 )ملم ينثقب الغشاء الأنفي الفموي ويستمر بالنمو ليشكل الكيس الأنفي وسقف الفم والمنطقة الاستمرارية لهما وهي الفتحات الخلفية البدئية للأنف.
إذاً يتشكل الحاجز الأنفي من النتوء الأنفي الأمامي بقسمه العلوي والأمامي بينما القسم السفلي منه فيشكل الحنك البدئي.
بعد تشكل الحجاب الأنفي المحدد ينمو باستمرار تجاه الخلف والأسفل على طول الخط المتوسط بحافة علويّة حِرّة حتّى يصل إلى جيب راتكة الذي يبرز من سقف التجويف الفموي. و في مرحلة لاحقة يحصل تعظم غشائي من الامتداد الفكي الأمامي إلى الحنك البدئي ومن العظام الفكية والحنكية إلى النتوءات الحنكية والفكية.يتعظم الجزء الخلفي للأخيرين فيمتدان تجاه الخلف نحو الحجاب الأنفي ويندمجان ليشكلا الحنك الرخو واللهاة.
وفي نهاية الشّهر الثّاني من الحياة الجنينية تكون الملامح الرئيسية لجوف الأنف قد تميزت.
وأخيراً نذكر أن غضروف الوتيرة يشكل بالنهاية القسم غير المتعظم من الصفيحة القائمة للغربالي جنينياً لذلك فإن سمحاق غضروف الوتيرة يكون متمادياً مع السّمحاق العظمي للصفيحة القائمة ممّا يجعل استمرار التسليخ في العمل الجراحي سهلاً عند نقطة اتصالهما. أمّا الميكعة ومقدم الفك فأن لكلّ منهما مركزا تعظم يلتحمان تدريجياً على الخط المتوسط من الأسفل إلى الأعلى وفي المراحل المتأخرة من الحياة الجنينية داخل الرّحم وما بعد الولادة مباشرة تحصر الحافة السفلية للغضروف ضمن ميزابة من كِلا العظمين و تستقر عليها الحافة السفلية للغضروف. إذاً السّمحاق للغضروف والصفيحة القائمة يكون منفصلاً عن السّمحاق العظمي لمقدم الفك والميكعة مما يجعل التسليخ هنا أكثر صعوبة. ومن هنا نذكر أن السمحاق الغضروفي للوتيرة في أحد الجانبين يتمادى مع السمحاق في الجهة الثانية وكذلك الأمر بالنسبة للصفيحة القائمة للغربالي.
وبعبارة موجزة نقول: إنّ المستوى تحت السّمحاق الغضروفي والعظمي لكلّ من غضروف الوتيرة والصفيحة القائمة يتمادى مع مثيله في الجانب المقابل عبر خط الاتصال مع مقدم الفك والميكعة. وهذا يعود إلى التطور الجنيني لهذه التراكيب وهذا التطور لابد من معرفته أثناء المداخلة الجراحية على الأنف .