ترغب بنشر مسار تعليمي؟ اضغط هنا

يرمي البحث تفكيك البنية التكوينية لرؤية ماركيوز النقدية– التحليلية ,للكيفية التي على نحوها يمكن للفن : المخيلة- أو ما أسماها الحساسية الجديدة -أن يلعبه في مسألة تثوير الوعي وتكوين الإدراك . والعمل بأدوات معرفية جديدة - روافعها الرئيسة تربية جمالية فا علة, ولغة جديدة– لخلق عالم جديد على مستوى الفكر والواقع . مبدؤه الايروس ( غرائز الحياة ) لا( الزائد المردود ) . في عالم أمكن لعقلانية حضارته التكنولوجية المتقدمة ,وما تقتضيه العملية الشاملة لصيرورة إنتاجها من ضرورات ، وسياسات رأس مال ، وتقلبات سوق ، ووسائل اتصال جماهيري , وأساليب دعاية وإعلان ....الخ من أن ترسخ دعائم نظام كامل من السيطرة والتنسيق والهيمنة يجرد سلفا كل احتجاج، وكل معارضة من سلاحها، ويزيف الوعي، ويقلص البعد الداخلي للثقافة والفكر، ويخلق ما لا حصر له من الحاجات الزائفة. ومع ذلك يحول الذوات الفردية كلها, كما الأشياء إلى أدوات عاملة في مجموع إنتاجي ضخم, يستمد مبرر وجوده, واستمرار قيامه ,وقوته, وشمول هيمنته ,من إنتاجيه ضخمة, ومما تحققه تلك الإنتاجية من منجزات في مختلف مستويات الحياة . ما يمكنه من أن يقف دون إحداث أي تبدل أو قيام أي تغير اجتماعي ,فكري , سياسي , اقتصادي, يؤدي إلى قيام مؤسسات جديدة ، وظهور أنماط جديدة للحياة, تختلف اختلافاً جوهرياً عما هو قائم. تقهر بقيامها حال الاغتراب والقمع والقهر والتشيؤ التي تنفذ إلى أعماق واقع حياة إنسان ومجتمع الحداثة. وتقوم معها البيئة الطبيعية لتطور الحاجات والملكات والإمكانيات البشرية، ولتكوين ذات تاريخية _جمالية جديدة.يمكنها أن تحقق ذاتها وتؤكد وجودها الحر. وتبني مجتمعها الحر الذي يحيا الأفراد الأحرار_ الذين ربوا جما ليا_بين ظهرانيه حياة الاستمتاع بتلك الحرية قولاً وفعلاً، فكراً وممارسة.وبالمحصلة تقوم الحضارة الأيروسية,الحضارة _الحرية, بدل حضارة العالم التكنولوجي القمعية القائمة.
يبدو أن تحديدَ مفهوم التجريب من حيث الدلالات المفهومية والمعاني الاصطلاحية أمرٌ أساسيٌ لا محيد عنه، لكثرة تداوله وشيوعه بين الباحثين المختصين، وغير المختصين إضافة إلى ما يتضمنه هذا المفهوم من تنويع في الأساليب الفنية والأدوات الإجرائية من جهة، وما يح مله من نضج فكري وبعد إيديولوجي من جهة أخرى، لذلك يقدم هذا البحث دراسة توضيحية لمفهوم التجريب بدءاً من دلالته اللغوية والاصطلاحية، مروراً بعلاقته مع مفاهيم مقترنة به مثل مفهوم الحداثة والأصالة والتغريب، ليؤكد بذلك أن التجريب مفهوم وليس مصطلحاً، وأنه ليس تقنية بقدر ما هو تعبير عن مواقف أو رؤى فلسفية وجودية وجمالية وتاريخية تحكم مجمل العملية الإبداعية.
إن بروز الجانب الذاتي في شعر الأمير منجك جعله من أشهر شعراء العصر العثماني، و مّثل شعر الاغتراب ذلك الجانب خير تمثيل. و كان لاغترابه أبعاد ثلاثة، و هي: اغتراب شعوري ينفذ في مضمر هواجس النفس إزاء معاناة الحل و الترحال و مرارة الحرمان و هموم الإخفاق، و اغتراب زماني في سياق الشعور بانعدام التواصل مع الآخرين روحياً و اجتماعياً و أخلاقياً بعد تعمق الوعي عنده بالافتراق عن العصر، و اغتراب مكاني بعد أن تحولت حياته إلى ضرب من القلق و الاضطراب و عدم الاستقرار مادياً و معنوياً. ثم لم يكن من الشاعر إلا أن سعى جاهداً لقهر هذا الاغتراب محاولاً تعويض فقده و حرمانه من خلال استعادة الماضي و الفخر بنفسه و استدعاء التراث و التحلي بالإيمان. و كانت مطيته في ذلك لغته الخاصة التي تعبر عن تجربته الانفعالية و قدرته الخاصة على التقاط المفردة التي تعبر عن معاناته، فحفل شعره بلوحات فنية خالدة عبرت عن ذات واعية، سمت فوق الواقع للإحاطة بتناقضات الوجود، و من ثم التطلع إلى عالم جديد يمور بكل ما هو جميل و نبيل.
حاول هذا البحث أن يبرز ذلك من خلال الوقوف عند مفهوم الاغتراب و الغربة لغة و اصطلاحاً، ثم كشف مفهوم المعري له. و قد ركز على عوامل الاغتراب و مظاهره في الاغتراب الذاتي كالعمى و الرحلات و اعتزال المجتمع، و بين صداه في شعره، ثم تناول الاغتراب الموضوعي في الشعر كالاغتراب السياسي و الفكري و الثقافي و الديني و الوطني و الاجتماعي رابطاً بينه و بين المكان و الزمان.
تكمن أهمية البحث من طبيعة المشكلة التي يتعرض لها، و التي تتمثل في ظاهرة الاغتراب و استطالاتها التي صاحبت الإنسان منذ القدم، فهي ليست نَتاجاً لفرد معين، و ليست وليدة هذا العصر بالذات، بل تضرب بجُذورها في عُمْق التاريخ. يعدّ مفهوم الاغتراب من أصعب الم فاهيم لما يكتنفه الكثير من الإشكال و الالتباس، و ذلك لتعدد مجالات استخدامه. من هنا يسعى هذا البحث إلى تسليط الضوء على مفهوم الاغتراب و رصد تحولاته و دلالاتها اللاحقة. و من الأمور الأكيدة أن ظاهرة الاغتراب، بوصفها ظاهرة إنسانية شاملة، هي أكثر حِـدَّة في المجتمعات الرأسمالية؛ نتيجة لِما عرفته من تطور اقتصادي هائل، و تغيُّر اجتماعي صارخ قاد إلى تحكم الآلة و المادة في الإنسان. و هكذا فإن النظام الرأسمالي أسهم مباشرة في تعزيز الشعور بالغربة، إذ صنع مجتمعاً استهلاكياً يجتث الإنسان من جذوره و يُخضِعُه لنظام لا علاقة له به. فيحوِّل الأفراد إلى جماعة غير واعية،كما يتحول الاغتراب من قضية فردية إلى ظاهرة اجتماعية عامة.
mircosoft-partner

هل ترغب بارسال اشعارات عن اخر التحديثات في شمرا-اكاديميا