ترغب بنشر مسار تعليمي؟ اضغط هنا

عانت بلاد الشام خلال العصر العباسي من الزحف السلجوقي عليها، و تحولت في النصف الثاني من القرن الخامس للهجري/الحادي عشر الميلادي، إلى رقعة شطرنج تحكمها دويلات متنازعة. رافق ذلك موت الخليفة الفاطمي المستنصر بالله 487ه/1094م في القاهرة، و انشقاق الإسماعي لية إلى مستعلية، و نزارية حيث عملت النزارية، التي كانت قلعة ألموت شمال فارس مركزاً لها منذ عام 488ه/1095م، على مدِّ نفوذها إلى بلاد الشام مستغلةً أوضاعها المضطربة بأسم الحركة الفداوية، و بعد سلسلة إخفاقات تمكنَّت سنة 535ه/1141م من تأسيس دويلة لها في بلاد الشام. عرفت بقلاع الفدّاوّية, التي تمكنت من البقاء مئة و ثلاثين عاماً معتمدة على خلق توازن بين الأطراف المتصارعة من الزنكيين و الأيوبيين مع الفرنجة، و مع قيام المماليك بتوحيد بلاد الشام مع مصر, أدى ذلك للقضاء على الدعائم الأساسية للحركة الفدّاويّة سنة 672ه/1273م إلا أنَّ قِلاعها ما تزال شاهداً على تميّز تلك الحركة حضارياً و معمارياً عن باقي الحركات, و الدويلات التي حكمت بلاد الشام.
بقيت الإمبراطورية الكارولنجية التي أقامها الإمبراطور شارلمان في عام 184هـ/800م قويّة طوال حياته إلى حين وفاته في عام 199هـ/814م. غير أنَّ ابنه الإمبراطور لويس التقي (199-226هـ/814-840م) الذي خلفه على العرش، لم يتمكن من المحافظة عليها, إذ قسمها بين أب نائه جرياً على عادة الفرنجة، مما أفضى إلى نشوب الحروب الأهلية داخل الأسرة الكارولنجة, و قد تفاقم الوضع بشكل رهيب بعد وفاته, الأمر الذي أدّى إلى تقسيم الإمبراطورية بين أبنائه الثلاثة بموجب معاهدة فيردان الشهيرة سنة 229هـ/843م إلى ثلاث ممالك, إلا أن الحروب و الصراعات السياسية استمرت بين الممالك الثلاثة, و ستكون هذه الصراعات في الإمبراطورية الكارولنجية هي موضوع الدراسة.
mircosoft-partner

هل ترغب بارسال اشعارات عن اخر التحديثات في شمرا-اكاديميا