ترغب بنشر مسار تعليمي؟ اضغط هنا

التّأويل فنّ قرائيّ ، يستند إلى الانتقال من المعنى المباشر في النّسق الظّاهر إلى المعنى غير المباشر في النّسق المضمر ، و يتجلّى في الدّوالّ اللّفظيّة ، و الصّور ، و التّراكيب المحمّلة إيحاءات قويّة . لقد أغنى نقّاد الشّعر الجاهليّ الأدب القديم ؛ بما أضافوا إليه من أبعاد قرائيّة ، و ما تضمّنت تأويلاتهم من معانٍ نفسيّة و دلاليّة عميقة ، مبيّنين ما وراء المستويات النّصّية الظاهرة ، وصولاً إلى دلالات تفسيريّة متنوّعة ، أعطت المضمون النّصّي الشّعريّ الجاهليّ شعريّة أخرى هي شعريّة التّلقّي . قدّمت تأويلات النّقّاد مقاصد متنوّعة ، استناداً إلى الشّرح اللّغويّ حيناً ، و إرادة الشَّاعر حيناً آخر ، و قد يتدخّل في هذا الموقف رأي القارئ و قناعاته ، و لكنّها تأويلات _ أيّاً كانت درجة مصداقيّتها أو إقناعها _ قدّمت فكراً معاصراً ، و فتحت آفاقاً نصّيّة جديدة ، و أوحت بمشروعيّة التّفاعل مع الشّعر الجاهليّ برؤية مختلفة .
يقوم هذا البحث على تفكيك آلية مصطلح النسق المضمر، وذلك في تطبيقاته التحليلية على نسقي (الفحولة/ الأنوثة) في النقد الثقافي عند الغذامي؛ بغية الكشف عن إشكالات هذا المصطلح النقدية التي لم يتفطّن لها المهتمون بالنقد الثقافي عامة، أو بنقد نتاج الغذامي خاص ة. وهي إشكالات يمكن تصنيفها في ثلاثة أنواع. الأول إشكال التضاد/التناقض، وهو حينما يكون هناك نصّان للغذامي في موضوع واحد، ويكونان متضادين أو متناقضين، أي ينسخ أحدهما الآخر. وأمّا الإشكال الثاني فهو إشكال اللعب، وهو النص الذي يحمل قراءة أخرى تغاير قراءة الغذامي، يمكن للمتلقي أن يستظهرها بأدوات النقد الثقافي وآلياته ذاتها. والنوع الثالث إشكال الخطيئة، وهو النص الذي يحمل دلالة نقدية تخالف آلية النقد الثقافي وتلغيه.
mircosoft-partner

هل ترغب بارسال اشعارات عن اخر التحديثات في شمرا-اكاديميا