ترغب بنشر مسار تعليمي؟ اضغط هنا

يهدف هذا البحث إلى دراسة مسرحية "مغامرة رأس المملوك جابر "وفق نظرية الفعل الكلامي، هذه النظرية التي تُعنى بدراسة المعنى الذي تعدّه هو الاستعمال ، فهناك عبارات إذا نطقت بها لا تنشئ قولاً فحسب بل تؤدي فعلاً في الوقت نفسه ، و هذا ما سنركّز عليه في تحليل هذه المسرحية للكاتب سعد الله ونّوس التي حاولت قدر الإمكان دراستها دراسة وافية وفقاً لهذه النظرية ، و تقسيم الأفعال فيها حسب حقولها الدلالية.
إنّ هدف الخطاب -أيّاً كان نوعه- هو التأثير ، و لذلك يجهد المتكلم نفسه في إنتاج أقوالٍ لغويةٍ توجه المتلقي نحو سلوكٍ ما ، و تكمن أهمية النظرية الحجاجية في الوقوف على التقنيات الخطابية التي استخدمها المرسل في خطابه ، و التي جعلت خطابه مقبولاً لدى المتل قّي، و الحجاج نظريةٌ نشأت في أحضان علم اللغة و المنطق و الأنثروبولوجيا و غيرها من العلوم ، و قد غدت نظريةً متكاملةً بعد أبحاث بيرلمان التي بدأ العلماء تطويرها فيما بعد ، و استفاد منها جميع المحللين و الباحثين في نظرية التواصل و الاتصال ؛ إذ إنّ الوقوف على آليات المرسل في تحقيق اتّصالٍ ناجحٍ يؤدي إلى تواصلٍ فعّالٍ هو غاية الحجاج ، و هي نظريةٌ لا تزال في طور النمو ، و تعدّ نظرية الأفعال الكلامية خلفيةً علميةً لها .
ركّزت التّداوليّة على دراسة الأساليب الكلاميّة ، والآثار الدّلاليّة المقترنة بالسّياق المقاميّ ، ويتجلّى اهتمام التّداوليّة باللّغة عبر التّركيز على طريقة الاستعمال ، وربطها بخطّة الإنجاز ، ومدى تأثيرها في السّامع . ويحاول هذا البحث إبراز أهمّ الأفعا ل الكلاميّة التي استخدمها ( ابن الورديّ ) في مقامته المنبجيّة التي استطاع بوساطتها التّأثير في المُتلقِّي ، وذلك بتحديد الأغراض الإنجازيّة لمختلف الأفعال الكلاميّة المباشرة وغير المباشرة . وقد توصّل البحث إلى أنّ الخطاب المقاماتيّ حقلٌ خصبٌ لممارسة الإجراءات التّداوليّة ، ممثّلة في نظريّة الأفعال الكلاميّة ، بفضل ما تضمّنه من قضايا لغويّة ، وأبعاد سياقيّة .
mircosoft-partner

هل ترغب بارسال اشعارات عن اخر التحديثات في شمرا-اكاديميا