تهدف الدراسة إلى الكشف عن البعد الحجاجي ، و آلية تكونه في النص الشعري ، و عن
القوانين التداولية التي تحكم ذهن المبدًع ، و تلقي بظلالها على أدبه ، و كذلك تبين أثرً
السياق النفسي ، و الاجتماعي ، و الثقافي في تشكيل مقولة النص ، و توجيه آليات
التوصيل
في نصٍّ قد يبدو للوهلة الأولى بعيدا عن أي مسعى حجاجي ، مغرقا في
الوصفية التصويرية و اذا به موجَّة توجيهات حجاجية متنوعة تفصح عن سمات الوعي
الجماعي الذي كان ماثلا بقوة لدى الشاعر القديم ، موجها فًكره ، و فنه ، و ان حاول -
عبثا – الانعتاق من إساره .
اكتسب التشظي و الغياب عند محمود درويش مفهوماً أكثر اتساعاً و عمقاً في
شعره، إذ ارتبط بحياته الواقعية منذ الطفولة حتى الممات. يتناول البحث أشكال التعبير عن دلالات التشظي و الغياب في شعره بدءاً بديوانه الأول "أوراق الزيتون" الصادر سنة 1964 ، و انتهاء
بديوانه الأخير "أثر الفراشة" الصادر سنة 2008 . و قد عبر درويش عن دلالات التشظي و الغياب بأشكال تعبيرية عدة، نتناول منها ستة أشكال، و هي: الحذف، التشذير، القطع، إشباع سياق النفي، إحلال التضاد، القلب.