ترغب بنشر مسار تعليمي؟ اضغط هنا

تداخلت المفاهيم الجمالية مع المفاهيم الأخلاقية مدة طويلة، و عد الذوق معبرًا عن الأخلاق. ثم حصل التحرر من هذا الربط بين الجمال و الأخلاق، و ذلك في الدراسات الحديثة و الأعمال الفنية المعاصرة. تحدث المفكر (كروتشه) عن القيمة و عكس القيمة للتمييز بين ال جميل و القبيح، و أن الجمال هو (العبارة الموفقة) و القبح هو (العبارة غير الموفقة)، و عليه فإن نظرية القبح في الفن تبدو كتصور جمالي كاذب. و أشار المفكر (كارل ستيس) إلى الإخفاق الحاصل في التمييز بين ما هو غير جميل، و بين ما هو قبيح. و من ثم فالقبح يحمل متعة استطيقية كما الجمال. أما المفكر (بوزانكيت) فيرى أن القبيح بقدر ما هو معبر سيكون نوعًا من القيمة الاستطيقية، و للقبح أبعاد الجمال المركب. ثم لنقف على فكرة (الجمال الصعب) التي ترى أن هناك ما يسبب تعثرًا في تذوق القيمة. هذا كّله يكون مع قراءات مقارنة لنماذج من الأعمال الفنية المطبوعة التي تنتمي لمراحل مختلفة، و لكن أهمها الأعمال المعاصرة، بتقنياتها الحديثة.
يتناول هذا البحث الجليل بوصفه قيمة من القيم الجمالية التي يقوم عليها علم الجمال. و الجليل يضفي مشاعر الاحترام و التبجيل على ما يقوم به الإنسان الجليل من أفعال نبيلة، يسمو بها على الآخرين. و هذا ما يمكن أن يحقّقه " الكرم" من حيث هو معبر للوصول إلى الج ليل؛ لذا آثرنا اختيار قيمة الكرم، و بيان علاقتها بقيمة الجليل الجمالية. فالكرم مظهر فردي اجتماعي، يتحقق عن طريق بذل المال، أو القيام بفعل نبيل، و هذا ما يجعل صاحبه يستحق الاحترام و التبجيل، فقيمة "الجليل" الجماليّة هي التجلّي الأخير لقيمة الكرم في حال تشكّلها في الذّات، و ذلك بمقدار ما يعكسه تأثير هذه القيمة في الآخرين، ممّن انتفعوا بها، و ممّن شاهدوها، أو سمعوا بها.
mircosoft-partner

هل ترغب بارسال اشعارات عن اخر التحديثات في شمرا-اكاديميا