ترغب بنشر مسار تعليمي؟ اضغط هنا

إن بروز الجانب الذاتي في شعر الأمير منجك جعله من أشهر شعراء العصر العثماني، و مّثل شعر الاغتراب ذلك الجانب خير تمثيل. و كان لاغترابه أبعاد ثلاثة، و هي: اغتراب شعوري ينفذ في مضمر هواجس النفس إزاء معاناة الحل و الترحال و مرارة الحرمان و هموم الإخفاق، و اغتراب زماني في سياق الشعور بانعدام التواصل مع الآخرين روحياً و اجتماعياً و أخلاقياً بعد تعمق الوعي عنده بالافتراق عن العصر، و اغتراب مكاني بعد أن تحولت حياته إلى ضرب من القلق و الاضطراب و عدم الاستقرار مادياً و معنوياً. ثم لم يكن من الشاعر إلا أن سعى جاهداً لقهر هذا الاغتراب محاولاً تعويض فقده و حرمانه من خلال استعادة الماضي و الفخر بنفسه و استدعاء التراث و التحلي بالإيمان. و كانت مطيته في ذلك لغته الخاصة التي تعبر عن تجربته الانفعالية و قدرته الخاصة على التقاط المفردة التي تعبر عن معاناته، فحفل شعره بلوحات فنية خالدة عبرت عن ذات واعية، سمت فوق الواقع للإحاطة بتناقضات الوجود، و من ثم التطلع إلى عالم جديد يمور بكل ما هو جميل و نبيل.
حاول هذا البحث أن يبرز ذلك من خلال الوقوف عند مفهوم الاغتراب و الغربة لغة و اصطلاحاً، ثم كشف مفهوم المعري له. و قد ركز على عوامل الاغتراب و مظاهره في الاغتراب الذاتي كالعمى و الرحلات و اعتزال المجتمع، و بين صداه في شعره، ثم تناول الاغتراب الموضوعي في الشعر كالاغتراب السياسي و الفكري و الثقافي و الديني و الوطني و الاجتماعي رابطاً بينه و بين المكان و الزمان.
mircosoft-partner

هل ترغب بارسال اشعارات عن اخر التحديثات في شمرا-اكاديميا