ترغب بنشر مسار تعليمي؟ اضغط هنا

حّقَقت (الأجوبة المسكتة) حضوراً فاعلاً، و مكانة متميزة في الحقلين الأدبي و البلاغي، فما من كتاب فيهما يخلو من شاهد على حضور هذه الأجوبة و بلاغتها، بما يؤكد أصولها الراسخة في ميدان البلاغة، و يدعم تلك الوشائج الثابتة التي تربطها ببديع القول و حسن البي ان. من هنا جاء هذا البحث ليعرف هذه الأجوبة، و يبين طبيعتها، و يظهر سماتها، ثم ليدرس نوعاً بلاغياً كان حاضراً بقوة فيها، و هو (الأسلوب الحكيم)، فتتحقق للبحث بذلك ثلاث غايات: الأولى: دراسة هذه الأجوبة التي لم أجد لها - في حدود علمي - درساً بلاغياً خاصاً بها. و الثانية: إغناء مبحث (الأسلوب الحكيم) بالأمثلة المناسبة، فقد كان عدد أمثلته في مصنفات البلاغيين، و لاسيما القدماء منهم، لا يتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة، و هذا قد لا يفي هذا الفن الجليل حّقه وبلاغته، ولذلك حشد هذا البحث مجموعة من الأمثلة المتنوعة لتكون في متناول يد الدارس. والثالثة: رفد الجانب التحليلي في البلاغة، و هذا كان أبرز الصعوبات التي واجهت البحث، إذ لم أقع – في حدود اطلاعي – على دراسة علمية عنت بتناول الجانب الفني التطبيقي بهذا الأسلوب يمكن الاستئناس بها أو الاتكاء عليها، و كل ما جاء في هذا البحث هو جهد شخصي و عمل فردي يهدف إلى سبر أغراضه ضمن هذه الأجوبة حتى يكشف عن تلك المساحة الواسعة التي شغلها هذا الأسلوب فتبرز بذلك بلاغة المتكلم و الكلام، و تنكشف أسراره و خفاياه.
mircosoft-partner

هل ترغب بارسال اشعارات عن اخر التحديثات في شمرا-اكاديميا