ترغب بنشر مسار تعليمي؟ اضغط هنا

يتناول البحث أسلوبا ً من أساليب التشبيه التي لا نلمحها إلا في أكمام زهور الشعر الخالد، إنه ( التشبيه الدائري)؛ الذي لا يصبر على تفريعاته إلا من أوتي نفساً شعرياً طويلا، و مقدرة فنية عالية، من هنا لم يكن مستغربا ً أن نلحظ ثراءه في شعر الهذليين، إذ كان وجها بارزاً من وجوه تقدمهم في فن الشعر. و في هذا البحث نحاول أن نبين أثر فاعلية التشبيه، و دوره في نقل دقائق المعنى إلى المتلقي في أبهى صورة ، و أجمل حلة , و ذلك من خلال بعض الشواهد من شعر الهذليين ، محاولين أن نقف على مدى براعة شاعرهم في بناء نسيج الصورة الاستدارية ، و في تتبع المعنى الذي تقدمه ، للوقوف على ما يحمله إلى القارئ من أحاسيس الشاعر ، و تجربته الوجدانية .
إن أية ثورة شعبية تعني حدوث تغيير نتيجة انتفاضة البشر و تمردهم على وضع معين، و تعد ثورة الإمام الخميني واحدة من أهم الثورات و أندرها في تاريخ الشعوب و الأمم، فمنذ انطلاقها اتخذت شعارا لها "لا شرقية و لا غربية، جمهورية إسلامية". أما الثورة الأدبية، فه ي - انعكاس للثورة الشعبية - و تعني التمرد على الآداب الموجودة، و قد أثرت الثورة الإسلامية في إيران في الأدب و المجتمع على حد سواء، لاسيما الشعر الفارسي المعاصر، فمنذ أوائل الستينيات، و بسبب معارضة الشعراء للنظام البهلوي قام بملاحقتهم و سجنهم و تعذيبهم، و فرض عليهم أنواع الحظر الفكري، و بعد الثورة شهد الشعر بعض التغيرات، و تأثر الشعراء بالثورة، و تناولوا أمورا كانت محظورة من قبل كالظلم، و الاستبداد، و قهر الشعب، و لما نشبت الحرب بين العراق و ايران نتجت حالة جديدة من التعامل شعريا مع الحدث، و بدأ اهتمام الشعراء بقضايا الحرب، و منها: حب الوطن، و التٌطير من الحرب، و هاجس وحدة التراب و غير ذلك، و من شعراء قبل الثورة صفار زادة، و علي معلم، و شهريار، و سبزواري. و من شعراء بعد الثورة أمين بور، و هراتي، و حسيني. و غيرهم.
وصف المكان في رواية ( دمشق الجميلة ) ارتبط بالبعد الثقافي لدى المبدع, فحمله فكره, وطموحه, و وصف المكان وصفا قائما على التفسير, فلم يصف أمكنة جغرافية محددة بل عمد إلى تشكيلها تشكيلا فنيا يخدم فكرته, و وصف المكان وصفا صريحا مرتبطا بالشخصيات الحركية أثن اء أداء حركتها في المكان, و وصف المكان المرتبط باللون, ليعبر عن الوضع النفسي للشخصيات, و وصف المكان غير البصري, ربما لشعوره أن الرؤية البصرية وحدها غير قادرة على إكمال الوصف.
لم تكن الجودة من إبداعات هذا العصر الحديث، بل ضاربة الجذور عند العرب منذ القديم. و لقد بحثوا هذا الموضوع بشكل معمق في مؤلفاتهم العلمية، إذ كان الشعراء يجلسون و يتبارون في أسواق مكة المكرمة لاختيار أجودهم شعراً، و ذلك من قبل لجنة الجودة التي تحكم على شعرهم. و كان للمعاني - التي عليها مدار النظم و أحكامه - نصيب وافر من الجودة. و لقد أوفى الجرجاني هذا الموضوع حقه من البحث و الدراسة، الذي عاب على الجاحظ اهتمامه باللفظ الظاهر الذي لا يكون له أهمية إلا إذا كانت معانيه سامية. أضف إلى ذلك؛ أن الخط العربي له فضيلة كبيرة في اللغة، و لقد شرفه الله بقوله: ﴿ن و القلم و ما يسطرون ﴾( 1 ). إن قسم الله بهذا القلم، له من الشرف العظيم الشيء الكبير، و إن صاحبه يتبوأ مكانة عالية في الأمة. و إن الكاتب المعتبر هو المقرب من السلطان في معظم الأمور إن لم يكن كلها. و نظراً لما لعلامات الترقيم من أهمية كبيرة في اللغة، و ذلك لمعرفة فواصل الكلام و وصله، و بداية الكلام و نهايته، روعيت معايير الجودة في كل هذه الأمور السابقة، و حظيت بدراسة مستفيضة عند العرب قديماً.
احتلت المرأة من الشعر صدوره و أعجُزَه , تغنى بها الشعراء و افتنوا في وصفها , حتى أخذت من الشعر جزءاً غير يسير. و لعل الريشة الراسمة لهذه الملامح التي شكَّلت وجه القصيدة – في أي عصر من العصور – هي ريشة أوجدها ذلك العصر, فرضتْ على القصيدة الألوان و الخ طوط لتخرجها مطابِقَةً لحالة المجتمع السائدة. فالمرأة في الشعر الجاهلي صورة جميلة يزين بها الشعراء مطالع قصائدهم و علاقتهم بها تتخذ طابع التكريم و التقدير مرة، و التبذل و المجون أخرى، فهي ليست المرأة في الشعر الأموي أو العباسي, فلا المكانة التي تتبوؤها هي نفسها , و لا حالتها في مجتمعها هي ذاتها .. و إن كانت تفرض حضورها على الشعر , فإنها تفرضه بالشكل الذي يختاره لها عصرها و يختاره الشاعر نفسه لها. و بالنظر إلى وضع المرأة في عصر بني العباس , و أي أثر كانت تتركه, و أي فساد كانت غارقة في وحله, تتباين آراء الشعراء حولها, فلم تعد المرأة تقتصر على تلك الممدوحة الجميلة و التي تشبه القمر في الضياء و الشمس في الإشراق, بل تعدَّته كل التعدي. فلن نعجب كثيرا إن خَلَتْ قصيدة من القصائد من ذكرها الذِّكر الحسن الذي يُجِلُّها و يرفعها مكانة سامية, و لن نعجب أبداً إن صار ذكرها مرافقاً للَّهو و الشرب و الانحلال الأخلاقي , لتصبح المرأة – في الغالب - هي الغواية و الفساد متشكِّلة في قينة فاسقةٍ أو جاريةٍ لعوب , أو راهبةٍ من راهبات الأديرة.
تحاول الدراسة استثمار الدلالات الحافة بمفهوم (صورة الآخر) للمقارنة بين أعمال أدبية تنتمي إلى ثقافتين مختلفتين، من أجل تشكيل وعي بموقف هاتين الثقافتين من مفهوم المغايرة و الاختلاف؛ ففي الأدب تتجلى روح الأمة و إيمانها و خيالها و أفكارها، لأنه الاختبار الحقيقي (للنظرية)؛ فالدعوة إلى (قبول الآخر) شيء تدعيه كل الأمم، و لكن أدبها هو الذي يصدق ذلك أو يكذبه . و اختارت الدراسة ميداناً للعمل قصتي (حي بن يقظان) لابن طفيل و (روبنسن كروزو) لدانييل ديفو؛ فإذا كان ديفو قد استلهم البنية الحكائية لقصة (حي بن يقظان)، و كذلك استلهم أسئلتها المعرفية، فإن الصور الرؤيوية (الصورة_الرؤيا) التي تجد تجليها في الإجابة عن الأسئلة المثارة كانت مختلفةً عن مثيلاتها في قصة (حي بن يقظان) اختلافاً دالاً على نحو لافت للنظر ؛ لتعلقها بروح الأمة أو روح الثقافة التي ينتمي إليها الكاتب .
ينظر البحث في إشكالية التحقيب الأدبي عموماً، ثم يّتخذ الأدب العربي في العصر العثماني مثالاً. و يرصد اختلاف الدارسين في تحقيبه (استقلاله عصراً، و حدود ابتدائه و انتهائه)، و يصّنف آراءهم، و ينقدها، و يذهب البحث إلى أن أهم ما في إشكالية تحقيب العصر الع ثماني هو الاختلاف في نهايته. و لما غلب إنهاؤه بحملة نابليون على مصر (1798) أو بعيدها (1800-1805) أو منتصف القرن 19 ، جعل يبين البحث ما في هذه الآراء من عيوب و تناقضات تدلّ على تحكم غير علمي يصدر عن الرؤية الاستشراقية و النزعة المركزية الأوربية (أو عن التأّثر بهما). و يستدعي البحث أسس التحقيب في تاريخ الأدب، و يظهر ترك العمل بها عند محّقبي الأدب العربي في العصر العثماني، و يخرج إلى نتائج في مستويات الوقائع التاريخية العامة، و سير الأدباء و تراجمهم، و روح العصر، و موضوعات النصوص الأدبية، و خصائصها الفّنية، ترجح التحقيب المقترح المهجور، و هو أن نهاية الأدب العربي في العصر العثماني ينبغي أن تكون نهاية الحرب العالمية الأولى.
يقوم النّصّ المتطاول الكثير الفقرات, كحال النّصّ القصصيّ, على وجود الجمل و أجزاء الجمل. و إذ حاول لسانيّو النّصّ تجاوز حدود الجملة إلى هذا النّصّ، لم ينكروا ضرورة الانطلاق من هذه الجملة أساساً لتحليلاتهم و تفسيراتهم. و المتصاحبات الّلغويّة ليست إلا بنى صغرى في النّصّ ، و هذه البنى تتمثّل ، تركيبياً، في هيئة جمل أو أجزاء من جمل. تحمل هذه البنى قدرةً على إيصال الفكرة العامّة التي يريد منتج النّص / الكاتب إيصالها إلينا، نحن المتلقّين، بطرق مختلفة، من حيث إنّ الجزء يدلّ على الكلّ . فمن وجهة يمكن أن تكون بنى دلاليّة نوويّة تختزن البنية الدّلاليّة الكبرى للنّصّ، وَ من وجهةٍ أخرى يحمل بعضها تيمات ( Themes ) تترابط وَ تتواشج لتكوين تلك البنية الكلّيّة، و من وجهةٍ ثالثة يحمل بعضها دلالات إيحائيّة تتواشج – أيضاً - لإعطاء تلك الدّلالة الكلّيّة. و إذ أعلن"رولان بارت/R.Barthes" موت الكاتب ،و أعلنت "جوليا كريستيفا/J.Kristeva" أنّ النّصّ مفتوح ،لأنّه نشاط و إنتاج (من حيث هو إنتاجٌ من الكاتب وَ إعادة إنتاج من القارىء بقراءته و فهمه للمقروء)؛ ترسّخَ دور المتلقّي في إعادة إنتاج النّصّ بما يتيح له فضاء معرفته و ثقافته و خبرته من قدرة على التّحليل و التّفسير. و على كلّ هذا يقوم بحثنا المعتمد على نصّ روائيّ معاصر لكاتبة سوريّة، هي"غادة السّمّان".
ما تزال الظّاهرة العذريّة تثير التّأمل رغم القراءات الكثيرة التي قاربتها محاولة الوقوف على تفسير مقنع لها، مستعينة في سبيل ذلك بأدوات إجرائيّة متنوّعة، أوحت كلّ منها بقدرتها على كشف أسرار هذه الظّاهرة. و قد أضاءت تلك الدّراسات جوانب مهمّة من الظّاهرة العذريّة، و قدّمت تفسيرات مختلفة، لكلّ منها نصيب من الصّواب، غير أنّها كشفت عن ثراء الظّاهرة أكثر ممّا كشفت عن أسبابها؛ فكلّ جواب قدّمته ولّد سؤالاً، أو أسئلة، حتى لقد بدت العذريّة ملفّعة بغموض الحبّ نفسه، و بسحره و رحابته. و هذا البحث محاولة متواضعة للإسهام في الوصول إلى تفسير مقنع - أو مقبول، على الأقلّ - للظّاهرة العذريّة، و لذلك عليه أن يحاور التفسيرات التي قدمتها الدّراسات السّابقة، محاولاً فحص الأُسس التي قامت عليها.
استوى عود الفنّ المقامي، و استقرّت حدوده عند حدود مقامات البديع (398ه) و الحريري (516ه)، و لم يطعن في تلك الصّوى طاعن، فمثّلت طريقتهما نهجاً و قواعد خطا الأندلسيون على هداها، و صارت محاكاتهما إبداعاً، فتنامى التّقليد المصنوع إيحاءً بالاقتداء؛ الذي كا ن بذاته دليلاً على التفوّق.و لا يكاد يتفق للباحثين رأي حول طبيعة العمل القصصي في المقامات و قيمته الفنية، فمنهم من رفض وجوده رفضاً تاماً، و منهم من يؤكد وجوده بإصرار، و نرى أن أحكام المعارضين و المثبتين قد جنحت إلى التعميم، فالمقامة جنس أدبي قائم بذاته، له خصائصه الفنية الخاصة به و إن تداخلت حدوده مع فنون أدبية أخرى. و قد حُدَّت المقامة بأنها سرد قصصي حواري فَكِه، يرويه بطل حاذق يخفي شخصيته بما يلائم المقام و المناسبة، و يلجأ إلى الحيل للتخفيف من متاعب الحياة، و يبرع في التخلص من المآزق و في التماس العيش بطرق ملتوية.
mircosoft-partner

هل ترغب بارسال اشعارات عن اخر التحديثات في شمرا-اكاديميا